“لبنان لا يحتمل فراغاً رئاسياً طويلاً… وتوقعات بحلحلة خلال شهرين”
في حين يسود التخبط والاشتباكات السياسية والرئاسية والاعلامية والقضائية الساحة اللبنانية ويسود الارتباك في صفوف بقايا 14 آذار و”التغييريين المشرذمين”، يلملم فريق المقاومة والممانعة بأطرافه اللبنانية والاقليمية، صفوفه ويستعد للانتخابات الرئاسية بجملة من اللقاءات التي تجري في بيروت، ومنذ ثلاثة اسابيع بعيداً من الاعلام، ويشارك فيها صحافيون واعلاميون ورؤساء احزاب وقادة رأي ووزراء ونواب حاليون وسابقون وايضاً سفراء ودبلوماسيون غير لبنانيين وينتمون الى محور المقاومة “قلباً وقالباً”.
وتكشف اوساط دبلوماسية رفيعة المستوى وشهدت على لقاءات مشابهة، ان الملف الرئاسي اللبناني عالق في متاهة التجاذبات الداخلية اللبنانية والنكايات التي لن توصل الى نتيجة.
وترى الاوساط والتي تجول دورياً على المسؤولين وكان لها لقاءات متعددة بـ”نكهة رئاسية”، ان بعض القيادات اللبنانية تراهن على تدخلات خارجية في الملف الرئاسي، وانها غير قادرة على انجاز الاستحقاق من دون هذا التدخل.
وتؤكد الاوساط انها سمعت العديد من الاقتراحات ومنها طلب تدخل ايران وحزب الله لانجاز الاستحقاق الرئاسي وبدفع الامور نحو “صفقة دولية واقليمية”.
وتؤكد ان الرد جاء “ان ايران لا تتدخل في الشأن الرئاسي، وهي تعول على التوافق اللبناني، وتثق بقيادة حزب الله وخياراتها الرئاسية”.
كما تُعبّر الاوساط عن دهشتها من الموقف السعودي اذ نقل اليها بعض اللبنانيين ان السعودية “غير مكترثة” بالملف اللبناني وتسعى لتسوية امنية في الملف اليمني.
وترى الاوساط ان رغم كل اللامبالاة الدولية وتغليب الاميركي والفرنسي للملف الامني اللبناني على السياسي والرئاسي. اي ان الاميركي لا يريد للبنان ان ينهار بالكامل بل يضغط الى “حدود معينة” لان اي حرب او اقتتال داخلي سيحسمه حزب الله. ويعرف الاميركي والفرنسي حجم قدرات حزب الله وايضاً يعرفون انه لا يريد اي حرب داخلية وهو من يمنع حدوث اي حرب اهلية لانه يرفض اي اقتتال داخلي او فتنة.
وتتوقع الاوساط وفق قراءتها الدبلوماسية والدولية وتقاطع بعض الاجواء، ان الاستحقاق الرئاسي لن يتأخر ولبنان لا يحتمل فراغاً رئاسياً طويلاً وما حصل قبل انتخاب الرئيس ميشال عون لن يتكرر، والبلد لا يحتمل بعد اكثر من شهرين، وليس عامين ونصف العام كما في العام 2016 فالظروف مختلفة جداً!
وتكشف الاوساط وفي الملف الرئاسي ايضاً، عن تقدم اسم النائب السابق سليمان فرنجية الى الواجهة بعدما كان اسم قائد الجيش جوزاف عون في المقدمة خلال الشهرين الماضيين (وفق ما جمعته من معطيات ولقاءات)، ولكنها تؤكد ان الامور في نهاية المطاف مرهونة بالتوافق حول اسم المرشح الاوفر حظاً.
اقليمياً، تؤكد الاوساط ان المنطقة على “كف عفريت”، ومن الواضح ان هناك محاولات صهيونية واميركية لتسخين الاوضاع في سوريا وفلسطين والعراق وايران، فإدارة الرئيس جو بايدن تحاول تحصيل مكتسبات سياسية وامنية واقتصادية في المنطقة لاستثمارها في الداخل الاميركي وقبل عام ونصف من انتهاء ولاية بايدن.
وتكشف الاوساط ان الامور في سوريا ميدانياً وامنياً وعسكرياً هي لمصلحة النظام والجيش السوري وحلفائهما، اما ما تبقى من مناطق محتلة من الاتراك والاميركيين وحلفائهما من المنظمات التكفيرية فعلاجه كملف النازحين بالسياسة وبتسوية سياسية.
وعلى ما يبدو ان الاميركي لا يريد اي حل في سوريا حالياً، وهو يضغط في الملف الاقتصادي ويضغط بقسوة في الملف الحياتي والانساني والنفطي لاخضاع الدولة والشعب السوري.
وعن الاحداث الداخلية في ايران، تؤكد الاوساط ان المخطط فشل والامور عادت الى طبيعتها. وما يجري اليوم هو تضخيم للاحداث واستمرار للحملة الاعلامية والسياسية والعسكرية والامنية ضد طهران، اذ تبث 100 محطة تلفزيونية بالفارسية وتخصص ميزانيات بملايين الدولارات لبث الاكاذيب.
وعن الاعتداءات في اصفهان، تؤكد الاوساط ان التحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر الخرق مع الاشارة الى ان المسيرات الثلاث فشلت في اهدافها وتم التعامل معها واسقاطها بعد التشويش الالكتروني عليها، بعد تسبيب اضرار محدودة.
وتشير الى ان العملية قد تكون مركبة بين عملاء في الداخل والموساد والسي اي ايه وكله قيد المتابعة. وفي النهاية هناك حرب مفتوحة مع الاميركيين والصهاينة و”الحساب مفتوح” والردود لن تتاخر وباشكال متعددة. والصهيوني دائماً ما يتكتم ويخبىء خسائره عن الرأي العام.
وفي الملف النووي الايراني، تؤكد الاوساط ان الامور جامدة، وان الايراني لن يقبل الا برفع العقوبات وبالعودة الاميركية الى الاتفاق لكونه خرج منه منفرداً .
اما الانزعاج الاوروبي، فلأن الجانب الاوروبي يريد تحقيق مكاسب من الاتفاق النووي بينما الاصرار الايراني على الحقوق ورفع العقوبات يمنعه من ذلك.
وفي ملف العلاقات الايرانية- السعودية، تؤكد الاوساط ان الامور عالقة عند السعودي والذي يريد من الايراني التدخل لدى الحوثيين لانهاء النزاع، والايراني يؤكد ان اي مفاوضات يجب ان تكون بين الرياض والحوثيين.
ويشدد الايراني على ان مطلبه الاول هو اعادة فتح السفارات بين البلدين واعادة العلاقات الدبلوماسية، وان هناك قواسم مشتركة ايجابية بين الرياض وطهران يمكن التأسيس عليها لمصلحة المنطقة.