لا زالت المخاوف قائمة أمنياً وفق ما تحذر منه جهات دولية وإقليمية في الآونة الأخيرة، وبعض الأجهزة الأمنية في الداخل، ومرده إلى الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي غير المسبوق، وحيث من شأن ذلك، كما يقول مرجع سياسي في مجالسه، أن تؤدي إلى اضطرابات وزعزعة للإستقرار، ولا سيما أنه، وفي حال استمرت العملة الوطنية في هذا الإنهيار السريع، عندها لا يمكن لأحد من أن يضبط الشارع وتفلّته في ظل غياب الدولة ومؤسساتها. وتكشف معلومات موثوقة، أن أكثر من سفير غربي يشير إلى أن لبنان قابل على انفجار أمني إذا لم يجتمع قادته عبر مؤتمر وطني والتوافق في ما بينهم على انتخاب الرئيس قبل فوات الأوان باعتبار أن هناك تقارير مالية واجتماعية تنذر بالأسوأ، وهي تنطلق من عملية انهيار قطاعات ومرافق أساسية من قطاع الكهرباء إلى الصحة والتربية.
وتشير المعلومات إلى أن اللقاءات التي حصلت حول الوضع التربوي مع الأمم المتحدة من أجل تأمين مساعدات عاجلة لهذا القطاع، قد سجلت تباينات في وجهات النظر، وبالتالي، وقف إضراب الأساتذة وعودة الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، حيث أن المسؤولين الأمميين أكدوا بأنهم سيستمرون في دعم الطلاب السورييين ولكنهم حذرين من مغبة تعطيل مدارس النازحين، ما يعني أن هناك أزمات خطيرة بدأت تتراكم، ومن شأنها أيضاً أن ترفع من وتيرة القلق الأمني في ظلّ ما يجري اليوم من إفلاس على الأصعدة كافةً.
في السياق، تتحدث أوساط نيابية عن تغييرات لجهة الخيارات السياسية وتحديداً النيابية وذلك انطلاقاً من رئاسة المجلس النيابي وليس فقط على مستوى الكتل النيابية، حيث أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة ومفصلية في إطار تبدل الأجواء والمعطيات التي كانت سائدة في سائر جلسات انتخاب الرئيس أي أل11 جلسة، على أن تؤدي كل اللقاءات التي حصلت في الأيام الماضية وصولاً إلى معطيات عن اجتماعات قريبة جداً لبعض الكتل، على أن تكون هناك مشاورات بين الأطراف مجتمعةً، بغية التوافق على مرشّح «إجماع» بعدما تيقّنت كلها أن هناك صعوبة واستحالة لتسوية دولية ـ إقليمية، أو اهتمام دولي بالملف اللبناني، على اعتبار أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات دراماتيكية على خط الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ولهذه الغاية بات جلياً أنه لا يمكن إلاّ حصول التوافق الداخلي بين سائر المكونات لانتخاب الرئيس، تجنباً لأي تصعيد في الشارع في خضم هذه المعاناة والأزمات التي خرجت عن مسارها، إذ ليس بمقدور أي طرفٍ داخلي مهما كبر حجمه، أن يوقف هذا التدهور المخيف.
وإزاء هذه المؤشرات، تتوقع الأوساط أن يكون لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، موقف حاسم ودور كبير وهو يتحضّر لإعلان أكثر من مفاجأة للخروج من هذا النفق المظلم وبعدما حاول مراراً تغيير مسار الجلسات، وذلك بعدما زاد وقع الفراغ وتصاعدت تأثيراته السلبية في عدة مجالات.