سواء كان ما حصل امام منزل النائب نديم الجميل صحيحا ام لا، جديا ام مزحة، الا ان ما رافقه لا يدل الى ان ما يجري بريئا، خصوصا ان ثمة من يحاول تعكير الجو العام، وشحنه عشية جلسة الانتخاب الرئاسية رقم 12، والتي ثمة من يروج ان الساعات الفاصلة عنها هي من اخطر الساعات التي يمر بها البلد، رغم ان الوقائع المتوافرة امنيا وسياسيا توحي بغير ذلك، اقله الى ما بعد جلسة اليوم.
هذا الجو المحموم، ترافق مع حركة سياسية ناشطة داخليا وخارجيا، حيث باشرت كل الاطراف بوضع استراتيجيتها الانتخابية موضع التنفيذ استعدادا «لداحس والغبراء» المحسومة النتيجة بالتعادل السلبي، الا اذا طرأ ما لم يكن في الحسبان، وهو ما لن يحصل، في ظل اتفاق الاطراف من تحت الطاولة على الاخراج المتوقع لكسب مزيد من الوقت، وهو ما تقاطعت عنده مصالحهم.
وفيما استمر قصف ميرنا الشالوحي المركز باتجاه حارة حريك، والذي دخل على خطه رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون مباشرة، وسط مناوشات التيار الداخلية التي شهدت وسائل التواصل الاجتماعي بعضا منها، كشفت مصادر متابعة ان ضغوطا كبيرة تمارس على اكثر من صعيد:
– اولا: عدم تسمية اي اسم ثالث راهنا والاكتفاء بورقة بيضاء.
– ثانيا: محاولات اظهار الاختراق الكبير لكتلة «لبنان القوي» املا في ليّ يد رئيس «التيار الوطني الحر».
– ثالثا : الضغط المعنوي الممارس على كتلة «اللقاء الديموقراطي».
اما خارجيا ،فان الحركة الديبلوماسية اللافتة تخاض، وفقا للمصادر على جبهتي واشنطن وباريس، اللتين فعّلتا جهاز سفارتيهما في بيروت، حيث التواصل مفتوح مع العاصمتين على مدار الساعة، في وقت اطفأت المملكة العربية السعودية محركاتها، رافضة الرد على اتصالات القيادات اللبنانية، ما خلق ارباكا لدى الاكثرية منهم حول مسار الامور.
فعلى الخط الفرنسي، علم ان السفيرة الفرنسية وبناء على تعليمات جديدة تلقتها من خارجية بلادها، ابلغت المعنيين ان المطلوب الآن هو حصول جلسة الانتخاب بمعزل عن نتائجها، وان التلاعب بالامن خط احمر، مشيرة الى ان حارة حريك تلقت ضمانات بان الاتفاق السابق لجهة استمرار الاستقرار لا زال ساري المفعول، ضمن قواعد اللعبة المتفق عليها.
اما على الصعيد الاميركي، فان التحرك جاء مزدوجا، مسار اول تخوضه السفارة في بيروت بعيدا عن الاعلام والمشهد العام، والثاني من العاصمة الاميركية، حيث جاء اتصال وكيلة وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، شكلا وتوقيتا ومضمونا لافتا جدا، وهي الادرى بزواريب السياسية اللبنانية منذ ايام السفير دايفيد هيل ومساعده دايفيد شينكر في الخارجية، لذلك كان اختيارها لايصال الرسالة الى عين التينة بمضمون واضح لا لبس فيه، متمنية ان لا تتم اي عرقلة للعملية الانتخابية، بحسب المصادر،التي اكدت ان رئيس مجلس النواب اصر على قيام البرلمان بدوره الدستوري، وفقا لمقتضيات الوفاق والوحدة الداخلية، دون ان يحدد الآلية التي سيتبعها من اجل تحقيق ذلك.
في مقابل هذا التواصل، كان ثمة من يعلن من واشنطن عن عزم الاخيرة فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين المسؤولين عن عرقلة الانتخابات الرئاسية، في حال جرت عملية «تمييع» او محاولات على غرار ما حصل خلال الاشهر الاربعة الماضية، معتبرة ان المطلوب اليوم عقد جلسات ماراتونية للوصول الى حل، رأت وزيرة الخارجية الفرنسية انه ممكن جدا.
ووفقا للمعطيات، فان الحركة الاميركية جاءت على خلفية ما سرب في بيروت ووصل الى واشنطن، عن اتجاه او نية بتأجيل جلسة الاربعاء، بناء على تمن من اكثر من جهة نقلها احد المعنيين بالواسطة، وعززها محاولة رئيس المجلس غسل يديه بوضعه شروطا للقيام بهذه الخطوة، اولها ان يكون من بين المطالبين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.