مع طي مهلة العودة عن الترشيحات النيابية، ترتسم لوحة جديدة في الميدان الانتخابي في ضوء تسجيل انسحابات بالجملة وعزوف عن الترشيح من قبل العديد من «الموعودين» بالدخول الى نادي النواب في برلمان 2018. لكن المشهد النهائي للتحالفات لم ينجز بالكامل كما تكشف مصادر وزارية مراقبة اذ أن هناك من يأمل حتى الساعة بأن يحل مكان مرشح آخر في اللوائح القوية التي لم تنته المفاوضات الجارية من اجل الاعلان عنها، مع العلم بأن مفاوضات ربع الساعة الاخير والتي تمتد الى السادس والعشرين من آذار الجاري ، ستؤدي الى تغييرات بارزة خصوصاً على مستوى المواجهات المرتقبة مع الجبهة التي تطلق على نفسها «المعارضة» والتي قررت التصدي للوائح السلطة ولكن بشكل منفرد عن لوائح المجتمع المدني والجمعيات والاحزاب المستقلة.
وفيما اختتمت المشاورات بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» على التوافق على حصر التحالف الانتخابي بينهما في دائرتي عكار وبعلبك- الهرمل، فقد كشفت المصادر الوزارية أن الافتراق ليس محسوماً في دوائر أخرى خصوصاً وان وتيرة وايقاع سير العملية الانتخابية وذلك وفقاً للاستطلاعات التي تجريها ماكينات الطرفين قد تدفع نحو استمرار التنسيق ولو بشكل غير مباشر في الاسابيع المقبلة. ومن هنا لم تستبعد هذه المصادر مفاجآت من الممكن أن تبدل واقع التحالفات في الوقت الذي تجري فيه الحسابات بشكل دقيق على كمية الاصوات بعيداً عن أية اعتبارات سياسية مرتبطة بالعناوين المرفوعة بالملفات المتعددة التي تستخدم عادة في الحملات الانتخابية في الانتخابات التي كانت تجري على مدى الاعوام الماضية. وقالت المصادر الوزارية أن المصلحة الانتخابية قد باتت المعيار الوحيد اليوم ولذلك تختلط رموز من فريقي 8 و14 آذار السابقين في اللوائح التي لا تضع في الاعتبار الا المصلحة الضيقة او الارقام التي تؤدي الى وصول أكبر عدد ممكن من النواب الى المجلس النيابي العتيد.
وفي سياق النتائج المترتبة عن افتراق «القوات» و«المستقبل» الذي بات مكرساً فقد أوضحت المصادر نفسها أن العقبة الاكثر صعوبة كانت في الالتزام من قبل « المستقبل» بالتعاون مع «التيار الوطني الحر» سواء في دائرة صيدا-جزين او في دائرة زحلة والبقاع الغربي أو في دائرة بيروت الاولى. وبالتالي فان الائتلاف الذي كان يدعو اليه الوزير ميشال فرعون قد انتهى الى خلاف على نطاق واسع في العاصمة حيث تختلط التحالفات بين «القوات» و«الكتائب» والمستقلين كما مرشحي المجتمع المدني. وسيدفع التفاهم الثلاثي ما بين «القوات» و«الكتائب» والوزير فرعون الى خلط الاوراق الانتخابية والى توقع مفاجآت عدة في ضوء احتدام وتيرة الحملات الانتخابية على المستوى المسيحي بشكل خاص وهو الامر الذي استدعى تدخلات من قبل بكركي من أجل تخفيف التصعيد والعودة عن أية خطابات او شعارات قد تعيد عقارب الساعة الى الوراء خصوصاً على صعيد الوحدة في الشارع المسيحي بين كل الاطراف والاحزاب من دون استثناء .
وأمام هذا الواقع تقول المصادر الوزارية أن ما يسري على الساحة المسيحية يسري ايضاً على الساحات الاخرى بعدما بات جلياً وكما تؤكد المصادر الوزارية نفسها أن غالبية القوى السياسية المتناقضة تعمل على التحالف بشكل موضعي وهو ما أدى الى التصعيد الذي سترتفع وتيرته مع الوصول الى موعد اعلان اللوائح «القوية».