لم تفلح اتصالات رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في كبح الأزمة الناشبة داخل مجلس الوزراء على خلفية إقفال مطمر الناعمة الواقع في منطقة نفوذ رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والذي سبق أن أعطى مهلة للحكومة تنتهي في السابع عشر من الشهر الجاري لإقفال المطمر، واستمرت بالتالي الأزمة الحكومية تتفاعل داخل مجلس الوزراء حيث أعلن الرئيس سلام أنه سيجمّد اجتماعات مجلس الوزراء إلى حين بتّ هذا الموضوع بما لا يحرج حكومته، ولا يحمل وزارة البيئة تقديم تنازلات تزيد من تفاقم أزمة النفايات على المواطن بدلاً من حلها، الأمر الذي حدا بالوزير الجنبلاطي وائل أبو فاعور إلى التبشير بأزمة كبرى ومجدداً رفض النائب جنبلاط ونواب منطقة الشوف التمديد لمطمر الناعمة ومصرّآً على إقفاله في الموعد المحدد أي في السابع عشر من الشهر الجاري، علماً بإن وزير البيئة ومعه رئيس الحكومة يطالبان بتمديد تقني لاستخدام مطمر الناعمة يمتد ستة أشهر بعد انتهاء المهلة السابقة المحددة لإلغائه.
ما حصل أمس في مجلس الوزراء لا يشكّل حلاً لأزمة النفايات في كل لبنان وليس في منطقة الشوف وحدها التي يعاني أهاليها من بقاء مطمر الناعمة يوزع سمومه عليهم، بل هي تزيد من تفاقم هذه الأزمة الإنسانية التي من غير الجائز أن تبقى على حالها ومن دون معالجات جذرية نظراً لما تسببه من مخاطر حقيقية على صحة المواطنين وإنما يقتضي من الحكومة مجتمعة وليس بالمفرّق وحسب وضع كل منطقة، ووضع الحلول الجذرية لهذه الأزمة التي تضرب لبنان بدلاً من التلهي في أمور تقنية وغير تقنية ذلك أن ملف مطمر الناعمة مطروح على بساط البحث منذ عدة أشهر، بل منذ سنوات، وسبق لأهالي الناعمة أن اعلنوا أكثر من مرّة الإضراب المفتوح حتى يقفل هذا المطمر ثم تراجعوا بناء على وعود من الحكومة الحالية والحكومات السابقة بمعالجة الأمر وحتى لا تغرق العاصمة بالنفايات السامة وغير السامة لكنهم هذه المرة لن يتراجعوا عن قرارهم بإقفال المطمر ووقف سمومه عنهم وحسناً فعل وزيرا الحزب التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور وأكرم شهيب في رفضهم ان تبقى «الزبالة» من حصة أبناء الناعمة ومنطقة الشوف وانه حان الوقت لاقفال هذا الملف بمعزل عن الأعذار التي تقدم من هنا او من هناك، والتي تُجمع كلها على إبقاء المطمر في منطقة الناعمة خصوصاً وان الرئيس سلام هو من حدّد تاريخ السابع عشر من الشهر الجاري موعداً لاقفال هذا المطمر حتى قبل ان تمثل حكومته امام مجلس النواب وتحظى بتلك الثقة العارمة.
لا نقصد من هذا الكلام سوى حث وزير البيئة للالتزام بالموعد المحدد لإقفال مطمر الناعمة حتى لا تتفاقم الأمور أكثر مما عليه وتتحول أزمة النفايات وتصريفها الى أزمة عامة لا سيما وأن الأهالي لن يتراجعوا هذه المرة عن قرار اقفال المطمر المذكور وعدم السماح لشاحنات سوكلين بكب نفايات العاصمة وغيرها في هذا المطمر.