IMLebanon

حوار من طرف واحد مع رئيس الحكومة دياب ؟!

 

 

رئيس الحكومة حسّان دياب أطلق حساباً على موقع تويتر للتواصل والحوار مع المواطنين «لمعرفة» افكارهم واقتراحاتهم ومطالبهم، مشترطاً «الامتناع عن الاهانات وعدم استخدام الكلمات النابية وابداء الرأي باحترام».

 

غريب أمرك يا «دولة» رئيس الحكومة، منذ اكثر من اربعة اشهر، ومئات الوف اللبنانيين، إن لم نقل ملايين اللبنانيين، وهم ينادون بمطالبهم وأفكارهم، و«حضرة جنابك» قبل تكليفك وعند تكليفك وبعد تكليفك تشكيل الحكومة، كنت وما زلت تشيد بانتفاضة تشرين الاول 2019، حتى انك صرّحت مرّة انك تمثّل الثوار في الحكومة، خصوصاً انك، لولا ثورتهم، ما كنت اليوم رئيساً للحكومة، ومع ذلك تطلب منهم ان «تعرف» أفكارهم ومطالبهم واقتراحاتهم، مشترطاً عليهم أن يكونوا مهذبين، وكأنهم رعاع سوقيون، وهم من خيرة ابناء هذا الوطن المنكوب بحكامه وبالطبقة السياسية الفاسدة التي أطبقت عليه منذ عقود، واختارتك اليوم لتكون وكيلها مع 19 وزيراً اختصاصياً بسماع الكلمة.

 

مطالب الشعب يا «دولة» رئيس الحكومة، كثيرة، كثيرة، لأن حالات الفساد والهدر والظلم والقهر وتهريب الاموال، كثيرة كثيرة، وحكومتكم حتى هذه الساعة لم تقدّم الى الشعب أي عمل يشعره بأنه أخطأ في حقك، الفساد مستمر والمحاصصة مستمرة، والقضاء لم يغيّر عادته قيد أنملة، ووحش الغلاء فلتان في كل مكان، والعملة الوطنية تنهار يومياً، والمصارف، بتغطية من الحكومة، تفرض دكتاتوريتها على أصحاب الحق، والسجون تعجّ بالابرياء، والقوانين لا تنفذ الاّ على الفقراء و«المقطوعين من شجرة».

 

هل تريد يا «دولة» الرئيس دياب أن تطّلع على المزيد من التعتير الذي يعيشه الشعب، خصوصاً بعد غزو فيروس الكورونا، الذي فتحت له ابواب المرافق العامّة جوّاً وبحراً وبرّاً، بدلاً من اعلان حالة طوارئ صحية وتربوية، وأخذ قرارات صحية وليس سياسية، لتأمين الحدّ المعقول من الأمان لشعب بدأ يفقد كل أمل بالحياة.

 

مهمّ ان يبدأ التفتيش على الغاز والبترول، ولكن الأهم والاولى ان يعرف المواطن كيف سيكون غده القريب، وهل سوف يتسنّى للأولاد والأحفاد أن يعيشوا في وطن بناه أباؤهم واجدادهم، أو أن طريق الهجرة الى المجهول ستكون سالكة وآمنة؟؟

 

هذه هي أفكاري واقتراحاتي ومطالبي يا دولة الرئيس دياب، وبكل احترام.