يتمادى جميل السيّد في التحامل على الكبار في هذه الأيام، وهو كانت فيه هذه «الخصلة» الشنيعة ويبدو أنها ازدادت بعد وصوله الى مجلس النواب، بأصوات «حزب الله»، وبطلب من النظام السوري الذي بات واضحاً أنه يسعى جاهداً لزرع جماعته في السلطتين التشريعية والتنفيذية… وهو لن يترك وسيلة إلاّ وسيستخدمها من أجل هذه الغاية.
وفي هذا السياق، لا يكاد يمر يوم من دون أن يحمل جميل السيّد على الرئيس سعد الحريري، وكان قد جرّب، قبل أيام، أن يدق رأسه بحائط عين التينة، فتلقى الردود المناسبة من نواب حركة «أمل»، ما وضعه عند حدّه، وبات يتوسّل المناسبات المختلفة كافةً حتى يعتذر من الرئيس نبيه بري الذي لم يعره اهتماماً شخصياً على الاطلاق… ولكن نواب وقياديّي «أمل» لقّنوه الدرس المناسب، فانكفأ متراجعاً، وقيل إنّ «حزب الله» أرسل إليه ليبلغه أمرين: الأول، إنّ محاولة اللعب وإيجاد تناقضات بين «الحزب» و»الحركة» هو بمثابة الخط الأحمر، والثاني، إنّ المفاضلة ليست واردة لدى الحزب بين دولة الرئيس نبيه بري وجميل السيّد، ذلك أنّ قرار الحزب واضح في هذا المجال.
وإذا كان جميل السيّد يبحث عن دور ما ولو على طريقة «القرص في كل عرس»، أو على مثال «كاسر مزراب العين»، فإنّ هذا الأمر بات مكشوفاً على نطاق واسع، ولم يعد بخافٍ على أحد لدرجة أنّ السيّد فغالي الذي ردّ على جميل السيّد، أمس، استذكر حادثة «حمارين في سيارة واحدة» إشارة الى قول جميل السيّد نفسه عندما تردد أنه كان الى جانب المجرم ميشال سماحة خلال عودته من دمشق الى بيروت حاملاً «هدية» النظام الى لبنان واللبنانيين قنابل ومتفجرات كان من شأنها، لولا لطف العناية الإلهية ويقظة شعبة المعلومات، أن توقع مجازر عديدة (وليس مجزرة واحدة)، تطاول الأبرياء من مدنيين وسياسيين ورجال دين ومؤمنين في دوَر العبادة.
أمّا اعتداد جميل السيّد بالنظام السوري، وإذا كانت سوريا تسمح أو لا تسمح، تشيل أو تحط، تعرقل أو لا تعرقل تشكيل الحكومة، وستمنع «طيران الشرق الأوسط» من التحليق فوق أراضيها ما دام محمد الحوت رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام… فهذا كلام أقل ما يُقال فيه إنه يشير الى دولة عصابات في سوريا وليس الى دولة مثل سائر الدول… وإلى دكّان وليس الى دولة…
وأصلاً، هل النظام في سوريا قادرٌ على القرار وهو الخاضع الى قرارات الدول المتولية أمره وكذلك قرارات وأفعال المنظمات والميليشيات؟!
عوني الكعكي