تتفاقم الخلافات السياسية وتنذر بتصعيد تدريجي ربطاً بالإستحقاق الإنتخابي، ولا سيما في دائرة الشوف ـ عاليه، والتي لها ارتداداتها السياسية التاريخية، ولا سيما على خط الزعامتين الجنبلاطية والإرسلانية، بحيث أن الخلاف بين المختارة وخلدة آخذ بالتنامي بعد الكتاب المفتوح من الوزير طلال إرسلان إلى النائب وليد جنبلاط، وصولاً إلى زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى حاصبيا، وتحديداً على السراي الإرسلانية، وكلمة رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» الوزير إرسلان، والتي حملت انتقادات لاذعة للنائب جنبلاط، ومن ثم موقف الوزير جبران باسيل، والذي تناول فيه قضية المهجرين من باب التشكيك، مستذكراً محطات الحرب الأهلية، الأمر الذي ترك استياءاً لدى كل أبناء الجبل بكل تلاوينهم، خصوصاً وأن هذا الملف بات من الماضي، تقول مصادر اشتراكية، وثمة خطوات وإنجازات عدة بالغة الأهمية قد تحقّقت عندما كان عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب نعمة طعمة وزيراً للمهجرين، حيث نجح في إقفال ملفي الشحّار الغربي وبريح، وهما من أكثر الملفات صعوبة التي واجهت مسيرة العودة منذ نهاية الحرب اللبنانية.
ومن هذا المنطلق، استهجنت مصادر سياسية في الجبل، أن يفتح أي ملف يستذكر مراحل الحرب الأهلية وغيرها على خلفيات إنتخابية، في الوقت الذي تحوّلت فيه مصالحة الجبل إلى عنوان أساسي ساهم في إعادة اللحمة بين أبناء المنطقة، ولذلك، فإن وزراء ونواب «اللقاء الديموقراطي» لا يدخلون في أي سجالات حول هذه المسألة مع أي طرف سياسي أو حزبي، وخاصة «التيار الوطني الحر»، وذلك بتوجيه خاص من النائب جنبلاط. وبالتالي، فإن المواطنين في الجبل قد باتوا اليوم على بيّنة تامة بكل ما يحصل، كما تكشف المصادر، التي قالت أنه على هذا الأساس سيتم إعطاء الصوت التفضيلي، حيث أن المصالحة تبقى العنوان الأساسي في الجبل.
وفي سياق متصل، تحدّثت المصادر نفسها، عن أن الماكينات الإنتخابية التابعة للوائح الأساسية الثلاثة في الشوف ـ عاليه، تعمل على عملية توزيع الصوت التفضيلي على مرشّحيها، وبناء عليه، فإن ماكينة الحزب التقدمي الإشتراكي ستوزّع الصوت التفضيلي على مرشّحين أساسيين، ولا سيما تيمور جنبلاط، لكي يصل إلى الندوة البرلمانية على رأس كتلة نيابية وازنة لها دورها، ومعه الوزير مروان حمادة، الذي يتمتع بجذور قوية في الشوف وإقليم الخروب، والنائب الكاثوليكي طعمة.
لذلك، فإن استشراف كيفية منح الأصوات التفضيلية على صعيد القواعد الناخبة للحزب التقدمي الإشتراكي، قد انقشعت في هذه المرحلة، حيث أن مرشّحين آخرين على لائحة جنبلاط، قد باتوا أساسيين كالمرشّح ناجي البستاني، الذي بنى جسوراً من العلاقات الوطيدة في كل قرى وبلدات الشوف، والدكتور بلال عبدالله في إقليم الخروب، الذي يحظى بتأييد واسع في المنطقة، حيث تشدّد المصادر نفسها على أن المعركة ستأخذ أبعاداً متعدّدة، كونها ستكون مواجهة مباشرة بين الحزب التقدمي الإشتراكي و«التيار الوطني الحر» في دائرة الشوف ـ عاليه، خصوصاً في ظل الصراع الدائر على المواقع المارونية داخل اللائحة الواحدة، أي لائحتي «مصالحة الجبل» و«ضمانة الجبل»، إذ تظهر التباينات بين المرشحين والسباق على الصوت التفضيلي، علماً أن «التيار الوطني الحر» سيمنح صوته التفضيلي للوزير السابق ماريو عون، على اعتبار أن توزيعه على مرشحين آخرين، سيؤدي إلى خسارة عون المرشّح عن المقعد الماروني.