IMLebanon

مشكلة “حزب الله” مع محيطه العربي

الاتهامات الموجهة الى مجلس التعاون الخليجي بعد قراره الأخير اعتبار “حزب الله” تنظيماً ارهابياً بأنه يسدي خدمة الى إسرائيل هي محاولة للتهرب من المشكلة الأساسية التي يواجهها الحزب مع الدول الخليجية والعربية على حد سواء.

ليس سراً أن إسرائيل منذ اشتداد الصراع بين محور الدول العربية المعتدلة السنية المحور الشيعي بزعامة إيران تدعي نشوء قواسم جديدة مشتركة مع دول عربية لا تربطها بها علاقات علنية. وأكثر من مرة ألمح نتنياهو ووزير دفاعه إلى استعدادهما للتعاون مع اي دولة عربية لا تقيم علاقات مع إسرائيل من أجل التصدي لنفوذ إيران في المنطقة كما الأصولية الجهادية السنية.

وبهدف فتح باب التعاون السري مع المحيط العربي، عيّن بنيامين نتنياهو الذي يتولى حقيبة الخارجية، دوري غولد مديراً عاماً للخارجية لتطوير هذا الامكان وهو المعروف بتوجهاته اليمينية المتشددة عندما كان مديراً عاماً لمركز القدس للشؤون العامة، ورفضه المطلق لأي تسوية للقضية الفلسطينية تشمل انسحاباً من القدس الشرقية واعترافاُ بحق العودة، الى جانب عدائه لإيران. وعلى رغم كل ما قيل عن اتصالات سرية، فإن الانجاز الوحيد الذي يستطيع غولد التباهي به هو اعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وعودة السفير المصري الى إسرائيل بعد غياب استمر ثلاث سنوات.

تختلف المواجهة الدائرة حالياً بين “حزب الله” ودول الخليج والتي في أساسها احتجاج خليجي على دور الحزب السلبي في سوريا واليمن ولبنان، عن العداوة الشرسة بين الحزب وإسرائيل. فالقرار الخليجي سياسي، بينما الصراع بين الحزب وإسرائيل هو صراع عسكري في الدرجة الأولى. والمشكلة الخليجية ليست مع سلاح الحزب الموجه الى إسرائيل، وإنما هي بصورة خاصة مع تورطه العسكري في سوريا واليمن. في حين أن المشكلة الإسرائيلية مع “حزب الله” هي مع وجوده العسكري على حدودها الشمالية، وترسانته الصاروخية التي تشكل خطراً حقيقياً على مدنها ومنشآتها الحيوية، واعتباره الخطر الأساسي الثاني الذي يتهدد أمن إسرائيل بعد إيران.

طوال عقود من الزمن استخدمت الأنظمة العربية تهمة خدمة العدو الصهيوني من أجل قمع أي احتجاج على سياستها. والعودة اليوم الى استخدام هذا الأسلوب للرد على قرار مجلس التعاون الخليجي ضد “حزب الله” يدخل في اطار هذه البروباغندا التي عفاها الزمن.

القرار الخليجي لا يخدم إسرائيل، وصدوره حالياً هو بمثابة دعوة ملحة موجهة الى المسؤولين عن الحزب من أجل مراجعة سياستهم حيال اخوانهم العرب، واعادة النظر في تورطهم العسكري في الحرب الأهلية في سوريا واليمن.