ليس عن عبث كان انتظار المملكة العربيّة السعوديّة والسعوديّين والعرب أجمعين عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي رسم في خطابه التاريخي معالم الطريق الجديدة، ومعالم المستقبل الزاهر للمملكة. وفي كل الحقول والمجالات.
فالعاهل السعودي خَبِر الحياة العامة، وتحمّل المسؤوليّات، وشارك في صنع الكثير من المواقف والقرارات منذ نعومة أظفاره.
يكفي القول، هنا، إنه كان في العشرين من عمره حين عُيِّن أميراً للرياض. فضلاً عن دوره ومساهماته في الكثير من الخطوات والتحوّلات التي ساهمت في نقل المملكة الواسعة الأرجاء والمسؤوليّات من حال إلى أفضل، ووضعتها في قلب حركة القارات الخمس، مما جعلها قبلة هذا العالم.
منذ اللحظة الأولى لتسلّمه مقاليد الحكم، أدرك خادم الحرمين الشريفين ما ينتظره من مهمات ومسؤوليّات، وما يتوقّعه منه الشعب السعودي ومعظم شعوب البلدان العربيّة. مثلما عرف حجم ما هو مطلوب منه في مرحلة عربيّة متأججة بالحروب والمواجهات وحرائق التطرّف والإرهاب، فضلاً عن أولئك الكامنين لاصطياد فرص الهيمنة والسيطرة.
لقد تطرّق إلى كل ما يتّصل بالأمن والاستقرار والسلامة العامة في السعوديّة والمنطقة، في خطاب قوبل بالتقدير والاعجاب، واعتبرته المحافل السياسيّة العليا والمراجع السياسيّة والاعلاميّة العالميّة بمثابة ميثاق وطني على مستوى المملكة والدول العربيّة، وقضاياها وحروبها، والانزلاقات الخطيرة التي تتهدّدها.
لم يترك شاردة أو واردة تتعلّق بالمملكة وتطوّر شعبها إلا وخصّها بفقرة من الخطاب – البرنامج. وقد اكتشف كثيرون في هذا الخطاب وما سبقه من خطوات وإجراءات الأسباب التي جعلت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون يعلن على الملأ أن الملك سلمان أنجز خلال عشرة أيام ما يتطلّب عادة مئة يوم من الرؤساء والحكّام الجدد.
وكان التقدير في محلّه، وخصوصاً بعد الخطاب التطويري الشامل الذي كان طوال اليومين الماضيين هو الحدث الأبرز، وهو موضوع كل الأحاديث بمضمونه الشامل، من توسيع نطاق الجهد الاقتصادي وعدم حصره في النفط، إلى تعميم الخير والعلم بكل مراحله، فضلاً عن الطبابة والعيش الكريم بالنسبة إلى كافة السعوديّين، وفي كل المناطق.
أما بالنسبة إلى الأمن والاستقرار، سعوديّاً وعربيّاً، فقد وضع النقاط على الحروف. وبما لا يترك أي مجال، أو فراغ، وتحديداً في نطاق المنطقة العربية وجحيمها.
إن السعوديّة ابتداء من لحظة إلقاء الخطاب انتقلت إلى مرحلة جديدة. فهذا البرنامج المستقبلي التطويري، ليس لسنة أو عشر. إنما هو بمثابة إقامة في المستقبل وصرح لمرتكزات بناء هذا المستقبل وهاتيك الآفاق الجديدة.
يعمل للتضامن العربي، ويرفض العنف والإرهاب والتدخّل في شؤوننا.