IMLebanon

الصيف الواعد

 

 

بشّر الرئيس سعد الحريري اللبنانيين بصيفٍ واعد، وهي بشرى تلقى ارتياحاً لدى اللبنانيين الذين افتقدوا، منذ زمن، مواسم الصيف التي لا تقتصر عليهم فقط.

 

صحيح أننا شعب يحب الحياة ويُقبل عليها بشغف، ولقد أثبت هذا الشعب طوال السنوات الماضية أنه يملأ صيف الوطن أعياداً واحتفالات ومهرجانات، هذه حقيقة لا لبس فيها ولا خلاف عليها، ولكن الإنصاف يقتضي الإقرار بأنّ ذلك كله، على أهميته، لا يكفي لتحريك عجلة الاقتصاد وإن كان يعطي الإنطباع الصحيح والحقيقي عن اللبنانيين الذين يتمتعون بدينامية كبيرة، ويخلقون من الضعف قوة، إذْ لا بدّ من تدفق السياح العرب والخليجيين بصورة خاصة.

 

وفي تقديرنا أنّ الصيف الواعد الذي بشّر به الرئيس سعد الحريري يرتبط بالوعود المقطوعة بتدفق الاخوة من مختلف البلدان العربية، وبالذات من المملكة العربية السعودية التي بادرت الى رفع الحظر عن مجيء رعاياها الى لبنان ابتداءً من عطلة عيد الأضحى المبارك في شهر حزيران المقبل وعلى امتداد فصل الصيف.

 

ولا نقول جديداً أو نكشف سراً إذ نسجّل أنّ الحجوزات الفندقية تكاد تمتلئ سلفاً منذ اليوم، وعلى فترات متواصلة حتى إذا ما انتهى فصل الصيف بدأ السياح الأجانب وبالذات العرب يستعدون لموسم الشتاء السياحي على ما ذكرته صحيفة خليجية مرموقة قبل أيام.

 

يتوافق هذا مع الانفتاح السعودي الرسمي على لبنان بشكل ملحوظ، وآخر معالمه الزيارة التي قام بها الموفد الملكي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة… علماً أنّ زيارته جاءت في سياق زيارات عديدة سبقه إليها زوار رسميون وموفدون الى لبنان… إلاّ أنّ الزيارة الأخيرة تميّزت بانفتاح كبير على المسؤولين والقيادات والهيئات الروحية الخ… من مختلف الأطياف ما يشي بحرص المملكة على لبنان بتنوّعه والاستعداد لتقديم الدعم له…

 

وهذا كلّه جميل إلاّ أنّ الأجمل والأكثر فائدة هو أن نتحمّل، نحن، المسؤولية كاملة تجاه أنفسنا ووطننا، فلا يلجأ أي طرف لبناني الى رهانات وارتباطات تنعكس سلباً على الوضع برمته وليس على «الصيف الواعد» وحده… وإذا كانوا قد توافقوا أمس، في مجلس الوزراء، على الإعتصام بحبل الصمت في عيد الفصح المبارك لدى الطوائف الشرقية، فالأجدى بالجميع أن يعتصموا بحبل الهدوء والروية والبعد عن الاستفزازات التي من شأنها أن تضيّع موسماً صيفياً آخر يبدو الاقتصاد اللبناني في أمسّ الحاجة إليه.

 

عوني الكعكي