في خطاب السيد حسن نصرالله الاخير دعوة الى المواطن الإسرائيلي لأن »يضب اغراضه« ويرحل لأنه اذا وقعت الحرب فلن يكون عنده الوقت.
هذا الكلام لم يأتِ من فراغ… فهو بمثابة تهديد لإسرائيل خصوصاً للمواطن الإسرائيلي لأن طبيعة اليهود كما هو معروف انهم يخافون من الحروب وان تمسكهم بالحياة بالنسبة اليهم شيء عظيم جداً.
بمعنى أدقّ ان الرسالة تريد ان تحقق ضغطاً من المواطن على دولته وهذا الكلام جاء لأن هناك معلومات تشير الى ان إحتمالات الحرب المقبلة تزداد يوماً بعد يوم:
أولاً: إنطلاقاً مما ذكرنا جاء الإعلان البارحة عن ان اميركا وضعت جائزة بـ7 ملايين دولار لمن يعطي معلومات عن طلال حمية في حزب الله و5 ملايين دولار عن فؤاد شكر في حزب الله وهذه رسالة اميركية الى ايران وسوريا.
ثانياً: لقد اصبحت إحتمالات ان يجمّد الرئيس ترامب العمل بالاتفاق النووي مع ايران عالية جداً خصوصاً ان وزارة الدفاع وجماعة العسكريين يؤيدون مثل هذا القرار بينما وزارة الخارجية تقول بالتريث.
ثالثاً: يشعر الرئيس دونالد ترامب بأن الرئيس باراك أوباما قدّم مجموعة من التنازلات في كثير من المواقف خصوصاً في الاتفاق النووي مع إيران الذي استغرق مفاوضات التوصل اليه بين طهران ومجموعة 5+1 عشر سنوات ويعتبر ترامب ان هذا الموضوع لا يحتاج الا لايام ليتخذ القرار ولا داعي لأخذ موافقة من إيران او غير إيران.
رابعاً: يعتبر الرئيس ترامب ان اوباما تنازل كثيراً في الموضوع السوري واعطى فرصة كبيرة لا بل تاريخية لروسيا لتستعيد جزءاً من قوتها وتعود لتلعب دور الشريك مع اميركا في حل مشاكل العالم في حين انها كانت قد تراجعت ايام بوش الاب وعادت دولة محدودة القدرات بعد سقوط الاتحاد السوفياتي الذي كان يضم عدداً كبيراً من الدول يصل الى 20 دولة، وكانت موسكو تتزعمه ليس فقط كونها العاصمة، بل ايضاً لأن روسيا هي اكبر تلك البلدان واهمها واكثرها قدرات بشرية وطبيعية..
خامساً: اتهام حزب الله بالارهاب واميركا تعتبره منظمة ارهابية تمارس الارهاب في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفي دول اوروبية واميركية ايضاً، وفرضت قيوداً على المصارف اللبنانية بعدم التعامل معه تحت طائلة عقوبة مالية شديدة. والمثال على ذلك ما حصل مع البنك الكندي في لبنان.
سادساً: يريد الرئيس ترامب ان يوّجه رسالة الى الرئيس الكوري الشمالي الذي اصبح يهدد اميركا يومياً تقريباً بأنه يملك الصواريخ التي يستطيع ان يدمّر بها اميركا.
سابعاً: في حال تم إلغاء الاتفاق النووي مع ايران فإن اسرائيل لا يمكن ان تقف متفرجة بل انها ستضطر الى القيام بعمل عسكري لتدمير المفاعل النووي الايراني كما فعلت عام ١٩٨١ بالمفاعل النووي العراقي وكما فعلت ايضاً عام ٢٠٠٦ بتدمير المفاعل النووي السوري. وهنا حزب الله لن يقف متفرجاً، لذلك فإن قيام إسرائيل بعدوان واجتياح مناطق داخل لبنان يصبح الاكثر ترجيحاً.
كلمة اخيرة نقولها: ما اشبه اليوم بالأمس…
نتذكر ما حصل عام ١٩٧٨ يوم احتلت اسرائيل جنوب لبنان ثم انسحبت واقامت دويلة سعد حداد وما لبثت في عام ١٩٨٢ ان اجتاحت المناطق حتى العاصمة بيروت بعدما حاصرتها لمدة مئة يوم.
ونرجو ألاّ يتكرر هذا العدوان، ونصلّي كي لا تصل الأمور الى ذلك… ولكن الصلاة وحدها لا تكفي.
عوني الكعكي