Site icon IMLebanon

دعوة إيطالية لوقف النار وحماية «يونيفيل» والالتزام بـ1701

 

تجدّد العدوان على الضاحية يكشف زيف الادّعاءات الأميركية

 

يكاد يجمع المراقبون على أن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد لبنان و«حزب لله»، إنما هي حرب أميركية بكل معنى الكلمة، باعتبار أن كل الأسلحة التي يستخدمها العدو في مسلسل إجرامه ضد اللبنانيين والفلسطينيين أميركية المصدر، ولا زال الاحتلال يحصل على كميات كبيرة منها، في إطار عدوانه المتمادي على الأراضي اللبنانية وقطاع غزة. وقد جاء العدوان المستجد على ضاحية بيروت الجنوبية قبل يومين، ليدحض زيف الادّعاءات الأميركية بوجود ضمانات قدّمتها واشنطن للبنان، لعدم قصف بيروت وضاحيتها الجنوبية. وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن قرار الحرب على لبنان وقبله غزة، إنما يحظى بغطاء أميركي كامل، بصرف النظر عما يحصل من عمليات توزيع أدوار بين الجانبين. وبالتالي فإن المؤشرات المتوافرة، لا تحمل في طيّاتها أي معطى إيجابي بإمكانية أن يصار التوافق على وقف لإطلاق النار، في ظل عدم وجود أي رغبة أميركية بهذا الشأن. وهو ما يشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه المستمر على لبنان.

وفيما تشير المعلومات إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة، أكملتا استعداداتهما لضرب إيران في الأيام المقبلة، فإن المخاوف تكبر على لبنان، من أن يكون تجدّد المواجهات الإسرائيلية – الإيرانية، سبباً لاستمرار العدوان على لبنان، ما سيفتح الأبواب بالتأكيد أمام الحرب الشاملة التي ستطال الإقليم برمّته. وهو أمر بات يشكّل مصدر تهديد حقيقياً للمجتمع الدولي. وقد أكدت في هذا الخصوص أوساط دبلوماسية غربية أن إسرائيل وفي ظل التأييد الأميركي غير لما تقوم به، سيجعلها تتمادى أكثر في حربها على لبنان، طالما أن واشنطن لا تريد وقف النار، لا بل أنها تشجع العدو على الاستمرار في ضرب قدرات «حزب لله» و«حماس» في غزة. وهذا من شأنه أن يقوض كل المشاورات الهادفة إلى وقف إطلاق النار على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، رغم الحراك الدولي الدائر لتحقيق هذا الأمر في المرحلة المقبلة.

 

وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تزور بيروت، اليوم، رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعدد من المسؤولين، لتأكيد دعمها لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وكذلك الأمر التعبير عن رفض بلادها لممارسات إسرائيل الاستفزازية بحق قوات الـ«يونيفيل». وأشارت المعلومات إلى أن المسؤولة الإيطالية تحمل معها تأكيدات على وقوف بلادها إلى جانب المساعي الدولية من أجل وقف الحرب على لبنان، ودعوة جميع الأطراف إلى تطبيق القرار 1701 بحذافيره. كذلك سيتم التطرق إلى الجهود المبذولة للحدّ من التصعيد الإسرائيلي، وآخرها مشروع القرار الأميركي – الفرنسي، وكذلك الأمر البحث في قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالمنطقة ولبنان. وستكون المحادثات اللبنانية – الإيطالية، مناسبة للرئيس ميقاتي للتأكيد على التزام لبنان بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، ووجوب أن تلتزم إسرائيل بتطبيقه كاملا ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان برا وبحرا وجوا. وقد جاءت القمة الروحية التي استضافتها بكركي، لتطلق صرخة مدوية في مواجهة الإجرام الإسرائيلي الذي تخطّى كل الحدود، داعية المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته دفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي حثّ المكونات اللبنانية على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وإعادة تفعيل عمل المؤسسات لمواجهة الأخطار الداهمة.

 

وتبدي مصادر معارضة، أن يدخل لبنان في حرب طويلة مع إسرائيل التي تريد أن تحقق انتصاراً على «حزب لله»، وهو أمر لا يبدو سهلاً حتى الآن، في ظل عدم قدرتها على خوض حرب شاملة وواسعة على مختلف الجبهات، لوجود موانع دولية عديدة لهذا الأمر، وإن كان الإسرائيلي لن يقبل الانكفاء إلى ما قبل السابع من تشرين الأول. وكذلك الأمر فإن هذا الواقع يناسب الإيرانيين أيضاً الذين لا يريدون الذهاب إلى حرب واسعة. وقد تمكّنت إسرائيل من خلال هذه الحرب القائمة الآن، من إنزال خسائر جسيمة في لبنان، وفي صفوف حزب لله، وكذلك الأمر في الحرب على غزة. ولهذا يمكن القول إن إسرائيل تتبع سياسة تدميرية كارثية، بانتظار ما سيجري من محاولات للتفاوض.

وتشدّد المصادر، على أنه في الملف الرئاسي، ما زالت الكرة في ملعب «الثنائي»، وإن بات «الذهاب إلى الخيار الثالث هو الأكثر ترجيحاً، أي أنه لا بد من انتخاب رئيس لا يشكّل تحدّياً لأحد، لأن المطلوب رئيس مُلمّ بالملفات الشائكة المطروحة أمام لبنان، سواء ما يتعلق بالسيادة والاقتصاد والأمن وإعادة تصويب العلاقات مع الدول العربية والخليجية الشقيقة. وهذا هو التحدي الأساسي الذي يفرض نفسه على اللبنانيين في المرحلة الراهنة، ولا سيما أن التطورات التي يواجهها تتطلب من الجميع التعالي عن المصالح، ووضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، والإسراع في انتخاب رئيس يخرج البلد من هذا المأزق.