Site icon IMLebanon

الحرب النفسية مستمرة بين العدو الاسرائيلي وحزب الله

 

لا تتوقّف إسرائيل عن توجيه الإتهامات لحزب الله رغم أنّ الصعوبات الإقتصادية التي أعلن الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله عن أنّه يعاني منها قد طمأنتها نوعاً ما الى عدم وجود نوايا حالياً لدى حزب الله بالإعتداء عليها من دون أي مبرّر. وهذه المرّة جاءت ادعاءاتها من الجولان السوري إذ أعلن الجيش الإسرائيلي عن أنّه كشف شبكة للمسلّحين يديرها حزب الله على طول الحدود السورية مع إسرائيل (فلسطين المحتلّة)، متّهماً إيّاه بمحاولة ترسيخ نفسه بالقرب من الحدود، ومهدّداً بالعمل بكلّ قوّته لإجبار الحزب على الخروج منها.

 

ووسط اتهامات العدو الاسرائىلي للحزب بأنّه يدير شبكة مع الحرس الثوري الإيراني في الجولان تقوم بتخزين الأسلحة وجمع المعلومات الاستخباراتية وتجنيد السكّان المحليين لشنّ هجمات ضدّ إسرائيل، يجد بعض العارفين أنّ إسرائيل تعمل كلّ فترة على كشف أمر ما تتهم الحزب بالقيام به، لكي تقول للرأي العام الداخلي وللدول الإقليمية أنّها موجودة وتُراقب و«لا شيء يُخفى عليها»، سيما أنّها لم «تهضم» ما ورد في شريط الفيديو الأخير الذي بثّه الإعلام الحربي للحزب بعنوان «أيّها الصهاينة إن تجرّأتم ستندمون» وأظهر فيه أهدافاً ومواقع إسرائيلية متعددة بريّة وبحريّة وأبرزها مركز الدفاع الإسرائيلي في تلّ أبيب.

 

وذكرت مصادر سياسية مواكبة أنّ هذا الأمر يدخل ضمن الحرب النفسية المتبادلة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، غير أنّ إسرائيل ليست الآن في صدد شن حرب جديدة على الحزب، لا على الجبهة الجنوبية للبنان، ولا عند مرتفعات الجولان رغم أنّها تخشى من بقاء عناصر الحزب على الحدود مع سوريا، ومن مسألة تجنيده المئات من سكّان القرى في هضبة الجولان السورية، على ما تدّعي، كقوّة هدفها مهاجمة إسرائيل.

 

كما يسعى العدو الإسرائيلي الى خلق نوع من العداء بين حزب الله والنظام السوري، من خلال ما ادّعاه المسؤولون فيها عن أنّ الحزب أطلق على هذا المشروع إسم «ملف الجولان»، وأنّه يُدار في الخفاء عن الرئيس السوري بشّار الأسد، وذلك من قبل القيادة العليا للحزب في لبنان. ووصل في مزاعمه الى حدّ المبالغة بالقول إنّ سكّان القرى بدأوا عمليات جمع المعلومات الإستخباراتية لصالح حزب الله، وأنّ بحوزتهم متفجّرات وأسلحة خفيفة ومدافع رشّاشة وصواريخ مضادّة للدبّابات، وما الى ذلك.

 

في الوقت نفسه، إلا ينفك العدو الإسرائيلي عن مواصلة انتهاكاته للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الأمن الدولي 1701 برّاً وبحراً وجوّاً، من خلال إقدام زورق حربي تابع لبحريته، على خرق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل بلدة رأس الناقورة الجنوبية الحدودية على مرحلتين ولمسافة أقصاها نحو 885 متراً. كما من خلال الورشة الفنية التي تواصل عملية إزالة الشريط الشائك الفاصل بين الأراضي اللبنانية والفلسطينية المحتلّة مقابل كفركلا، ونزع السياج الحدودي التقني القديم، بعد إنجاز الجدار الإسمنتي، ورفع كاميرات المراقبة وإطلاق منطاد مراقبة في محيط الأعمال التي تقوم بها. هذا فضلاً عن استئناف أعمال شقّ وتوسيع الطريق المؤدية الى موقع هونين العسكري، ورفع سواتر ترابية في الجهة المقابلة لبلدة مركبا- قضاء مرجعيون، كما في الجهة المقابلة لمنتزهات الوزّاني.

 

وأفادت المعلومات بأنّ الجيش يقف بالمرصاد للعدو الاسرائيلي في حال قام بترك أي ثغرة مفتوحة عند الحدود بعد إزالة الشريط الشائك، كما أنّ لبنان الرسمي جاهز لتقديم شكوى الى الأمم المتحدة في ما يتعلّق بخروقاتها للسيادة اللبنانية، كما للقرار الأممي 1701. وذكرت أنّ الجدار الإسمنتي الفاصل الذي يستكمل العدو الإسرائيلي تركيبه عند الحدود الجنوبية لا يزال بعيداً عن النقاط المتنازع عليها بين الطرفين عند الخط الأزرق، في الوقت الذي تُحاول فيه إسرائيل الإستيلاء على بعض الأمتار من الأراضي اللبنانية إلاّ أنّها لا تنجح في ظلّ المراقبة الدائمة لتحرّكاتها على الحدود من قبل الجيش اللبناني وقوّات «اليونيفيل» إذ يعملان على التعاون والتنسيق لحفظ الأمن والسلام الدوليين في المنطقة.

 

وفي رأي المصادر نفسها، إنّ إسرائيل لا تيأس من اتهام إيران وحزب الله بتهديد أمنها على الحدود مع لبنان وسوريا، وذلك لكي تُبرّر بأنّ وجودها في الأراضي اللبنانية المحتلّة لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسم من بلدة الغجر، كما في الجولان، لا يزال ضرورياً لحماية أمنها. وتسعى في محاولاتها هذه الى فرض سيطرتها أكثر على الأراضي العربية التي لا تزال تحتلّها رغم القرارات الدولية ذات الصلة التي تُطالبها بالإنسحاب الفوري منها.

 

وتقول المصدر انها تُحاول الربط بين حدودها مع لبنان ومع سوريا، للطلب من دول العالم بسحب الحرس الثوري والإيراني، كما حزب الله من المنطقة، أو على الأقلّ إضعاف نفوذهما فيها بحجّة «اسطوانة أمنها» ولكيلا تكون مضطرّة الى شنّ حرب عليهما. علماً أنّ المجتمع الدولي لم يعد يأخذ ذرائعها بالإعتبار، ولا يرد إيجاباً على مطالبها. وحدها الولايات المتحدة الأميركية تسعى الى حماية حليفتها في المنطقة من خلال بسط سيطرة روسيا عليها، وذلك برعايتها وموافقتها على تسيير أمورها من دون أن تتعرّض إسرائيل لأي اعتداء أو أذى.

 

وأكّدت المصادر أنّ كلّ ما تدّعي إسرائيل عن أنّها تكشف عنه ويتعلّق بحزب الله، إنّما يهدف الى قراءة ردّة فعل الحزب على ما تُعلنه، وذلك لتأكيد أو لنفي المعلومات التي تحصل عليها من جهات مختلفة. وخير دليل على أنّها لا تتمكّن من التذاكي على الحزب، هو ما سمّته اكتشافها للأنفاق التي ادّعت أنّها تابعة للحزب، غير أنّها لم تستطع الحصول على أي معلومة جديدة منه لأنّه لم يُظهر ردّة الفعل التي كانت تتوقّعها منه.

 

وعن الوضع الأمني على الحدود مع العدو الإسرائيلي، يقول خبير أمني مطّلع إنّه سيبقى هادئاً في المرحلة الراهنة، رغم كلّ الإستفزازات الإسرائيلية البحرية والبرّية والجوية، كذلك في الجولان لأنّ إسرائيل ليست مستعدّة لشنّ أي حرب حالياً وسط السعي الدولي الجدّي الى إيجاد الحلّ السياسي في سوريا وإعادة تقسيم الخرائط السياسية في المنطقة. فالدول الكبيرة تريد تأمين مصالحها في الشرق الأوسط، بغضّ النظر عن ادعاءات إسرائيل واستفزازاتها للبنان وسوريا وإيران وتعلم جيّداً أنّ أي مغامرة عسكرية بعد كلّ المعارك التي حصلت في دول المنطقة لن تصبّ لصالح أحد، ولا حتى لصالح العدو الإسرائيلي، على ما تريد الولايات المتحدة والدول الحليفة لها. لهذا على الجميع الإطمئنان لهدوء واستقرار الوضع في لبنان والمنطقة رغم كلّ المحاولات التي تقوم بها إسرائيل لتوتير الأجواء فيها.