IMLebanon

المسعى القطري يترنّح… هل حققت باريس الخرق؟

بين زيارة وزير خارجية ايران حسين عبد اللهيان، التي جاءت في اطار استكمال تطبيق اتفاق بكين، واطلالة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية التلفزيونية، التي خطى خلالها خطوة اضافية نحو تكريس ترشيحه لرئاسة الجمهورية، توزع المشهد السياسي اللبناني والاهتمام الشعبي، حيث الانظار مركزة الى قصر العدل، حيث يتابع الوفد القضائي الاوروبي تحقيقاته المالية في بيروت، دون ان يتطرق حتى الساعة الى الافادات التي ادلى بها الوزير مروان خير الدين في باريس، وسط حديث عن ضغوط سياسية تمارس لمنع بعض مَن تم استدعاؤهم للحضور الى التحقيق، ما قد يترتب عليه نتائج سلبية.

وفي انتظار اتضاح صورة التطورات الداخلية على صعيد التحركات والمواقف المتصلة بالملف الرئاسي، من زيارة الوزير الايراني، الى الجولة المتوقعة للسفير السعودي وليد البخاري لاستشراف آفاق المرحلة، في ضوء ما يحملانه من مواقف وايعازات من بلديهما، وفي ظل الحديث عن تأجيل الموفد القطري لزيارته الى لبنان، وما حملته تلك المعلومة من تفسيرات، بلغت حد اعتبار ان المبادرة الفرنسية قد انجزت المطلوب وبالتالي انتفى دور الدوحة، يبدو لبنان على مشارف استحقاق بالغ الأهمية، يتمثل في التهيؤ لتعامل جديد مع النازحين السوريين، وسط تضاؤل القدرات الرسمية على احتوائهم ومعالجة أوضاعهم، وارتكابات بعضهم وخروجهم عن القانون، وارتفاع اصوات من بينهم تعترض على اجراءات الأجهزة العسكرية اعادة دفعات منهم تسللت خلسة الى لبنان وبطرق غير شرعية الى لبنان.

وسط هذا المشهد، رأت اوساط ديبلوماسية متابعة ان لبنان كما كان سابقا صندوق بريد لتبادل الرسائل الساخنة بين الاطراف، هو اليوم ساحة لاظهار حسن النوايا بين الاطراف الاقليمية المختلفة، انطلاقا من اتفاق الجميع على ان ملف الانتخابات الرئاسية في حال انجازه لا يقدم او يؤخر في المشهد الاقليمي، بل على العكس فهو يكرس الستاتيكو انطلاقا من ان الجميع سيكون رابحا.

تحت هذا العنوان تندرج زيارة الوزير الايراني، الذي عمل على التسوية الايرانية-السعودية، وما المواقف التي اطلقها سوى خير دليل، وهي لا تختلف عن السياق العام لمواقفه خلال زياراته السابقة الى بيروت، وان بدت اكثر ليونة واكثر ايجابية هذا المرة، عبر عن هذا الجو الدعوات التي وجهت لعدد من النواب من قبل السفارة الايرانية.

مشهد اكملته اطلالة «بيك زغرتا» التلفزيونية وما كشفه عن تفاصيل الملفات التي تبحث معه، والتي تبين انه مرشح جدي للرئاسة، وقد يكون الاوحد، اذ حتى الساعة لم يكشف عن اي لقاءات دولية عقدت مع مرشحين تناولت الملفات التي افصح عنها بهكذا تفاصيل، وفقا لمصادر سياسية متابعة. واشارت المصادر الى ان ردات الفعل التي اعقبت الاطلالة من قبل الاطراف المسيحية المعترضة جاءت «عقلانية»، وان بدت نبرتها عالية، الا انها حملت في طياتها رسائل ايجابية، ليس اقلها ان ابواب معراب مفتوحة امام «البيك» دون ان يعني ذلك الاتفاق.

غير ان النقطة الابرز واللافتة التي وردة في المقابلة فكانت، على ما ترى المصادر، اقتناع فرنجية بانه لا مشكلة في حال عدم انتخاب «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» له، اذ ان ذلك لن يعيق مشاركتهم في الحكومة والسلطة، وهو ما يفتح الباب واسعا امام الاجتهادات والتحليلات التي تحدثت منذ مدة عن مباحثات لتوزيع مراكز الفئة الاولى، ومنها حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش بين الاطراف.