IMLebanon

الدوحة تتحرّك على قاعدة «حيّد لجرّب حظي» للوصول إلى تسوية حول الملف الرئاسي

 

فشل مهمة الموفد القطري سيفتح الباب أمام واشنطن لاستخدام سلاح فرض العقوبات

 

 

على قاعدة «حيّد» لجرّب حظي، يتحرك الموفد القطري في الاسبوع الأول من الشهر المقبل بعد ان دخلت المبادرة الفرنسية مرحلة الموت السريري ، حيث باتت الزيارة الرابعة المتوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لزوم ما لا يلزم، فلا هو يحمل جديداً على مستوى الاستحقاق الرئاسي، ولا القوى السياسية بدّلت من موقفها، أو هي مستعدة لذلك، فيما الرئيس نبيه بري نعى بنفسه مبادرته الحوارية بعد أن أطلقت الجهات السياسية المسيحية التي كانت أطلقت النار على مبادرته الأولى قبل الدخول في مدار الشغور الرئاسي مجددا النار على محاولته الثالثة أو الرابعة، وظهر انها مستعدة للاستمرار في ذلك لأنها ترفض في الأساس مبدأ الحوار لغايات تعطيلية فقط.

وإذا كانت قطر تنطلق من حسابات مغايرة للحسابات الفرنسية في مقاربة مسألة انتخاب رئيس في لبنان غير ان ذلك لا يعني ان النتيجة ستكون مختلفة، ولا سيما ان القطريين أنفسهم يدركون انهم يسيرون في حقل الألغام اللبنانية وان طريق الموفد القادم الى لبنان في الخامس من الشهر المقبل كما هو مقرر، لن تكون مزروعة بالورود بل هي ستكون مليئة بالشوك، بما يحتّم عليه ابتداع أفكار غير متداولة علّها تساعده عل تحقيق خرق في جدار الازمة فشل زميله لودريان في تحقيقها.

وفي تقدير أوساط متابعة ان قطر ربما تستخدم هذه المرة اغراءات على المستوى المالي والاستثماري، مستغلة بذلك الوضع المعيشي المتدهور، والانكماش الاقتصادي الذي يقترب من مرحلة الانهيار الكامل، ظناً منها ان هذا الأمر ربما يغيّر من الواقع السياسي الموجود ويسهل مهمة موفدها للوصول الى تفاهم على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتشدّد الأوساط على ان قطر لا تتمسّك بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون وان كانت ترحّب بذلك، لكنها تسعى لتأمين قبول الأطراف السياسية على الانتقال الى مرحلة البحث عن اسم ثالث بعد أن باتت ورقة الذين تم التداول بأسمائهم شبه محروقة، ويقال ان الموفد القطري يحمل في جيبه ورقة كتب عليها أسماء عدة وهو سيكشفها أمام من سيلتقيهم وجسّ نبضهم قبل أن يصار الى البحث الجدّي باسم المرشح للرئاسة.

وإذا كانت الأجواء المحيطة بمهمة الموفد القطري محاطة بالكثير من الضبابية والشكوك، فان الأوساط تعّول على الدعم السعودي المتوافر والغطاء الأميركي للمهمة القطرية وهو ما كان غير متوافر في المبادرة الفرنسية ، بما يساهم في احداث تغيير ما في المشهد السياسي الداخلي في حال كان هناك تعاطي دولي جدّي مع الحلول للأزمة.

وفي تقدير الأوساط ان الاستحقاق الرئاسي بات يضغط على مختلف الأفرقاء، سواء المحليين أو الخارجيين، الأمر الذي قد يدفعهم إلى تقديم تنازلات معينة، بهدف تفادي استمرار الشلل على كافة المستويات، لكنها تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية حصول ذلك، حيث لا تستبعد أن تقود النكايات إلى السيناريو ذاته الذي انتهت إليه المبادرة الفرنسية التي هي في طريقها الى الانكفاء وبالتالي نذهب الى وضع كارثي.

انطلاقا من هذا الواقع تؤكد الأوساط، عن ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال مهلة شهرين، الأمر الذي لا ينفصل عن الدعوات، التي برزت خلال اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك، إلى وضع إطار زمني للمبادرة الفرنسية.

ولا تسقط الأوساط السياسية نفسها أن تكون التسوية المنتظرة على رئاسة الجمهورية، على عكس الأجواء السائدة في الوقت الراهن، نظراً إلى أن الضغوط، التي تصبّ في هذا الإطار، سوف ترتفع وتيرتها في المرحلة المقبلة، وتعتبر أن التشدد، الذي برز في الآونة الماضية، يأتي في إطار تحسين الشروط ، وهذا يحصل عادة مع أي استحقاق داخلي.

وهي تعتبر ان فترة السماح أو الدلال الدولي للمسؤولين في لبنان تقترب من النهاية، وبالتالي فان هناك اتجاها دوليا لتغيير سلوك التعاطي مع القوى السياسية في لبنان على قاعدة «آخر الدواء الكي» بمعنى ان فشل الموفد القطري سيفتح الباب على تخل اميركي مباشر عن طريق التلويح بالعقوبات فيما لو استمر التلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية.