Site icon IMLebanon

لقاء مسيحي بعد العيد… هل نضجت الطبخة؟ 

 

 

صولات وجولات لسفراء “الخماسي” الدولي من عين التينة وبكركي الى الرابية ومعراب، والحصيلة “صفر مكعب ” حتى الساعة، مع اصرار سيد بكركي على عدم تكريس سوابق، قد تتحول الى اعراف تحت عنوان التشاور والحوار، مصرا على انفاذ احكام “الكتاب”، ما اوحى بان المبادرات الاحادية والخماسية، كما المباحثات بالجملة والمفرق ما عادت تجدي نفعا، في بلد بات مصيره السوداوي محتوما.

 

وفيما بقيت جولة سفراء “الخماسي” على القيادات في يومها الثاني تتصدر الحدث السياسي، بعد تعليقها لما بعد عيد الفطر مبدئيا، افساحا في المجال امام جوجلة للمواقف التي سمعها الديبلوماسيون من ضيوفهم “المسيحيين”، والذين حمّلوا عين التينة مسؤولية “تضييع شنكاش” التعطيل والمراوغة، استمرت مواقف البياضة ومن خلفها الرابية، محط اهتمام عواصم القرار، لما يترتب عليها من نتائج وخلط اوراق، قد يسهل عمل “الخماسية” ومساعيها.

 

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر مواكبة ان “صهر الرابية” الذي مد يده للاطراف المسيحية وللمعارضة، “لشدشدة” التحالف القائم حول جهاد ازعور، او الاتفاق على غيره من الاسماء، ما زال مطلبه باجتماع تحت سقف الصرح البطريركي للخروج بموقف موحد، مسار اخذ ورد بين المطارنة من جهة، وبين الاطراف السياسية المختلفة خصوصا معراب وبكفيا، علما ان ميرنا الشالوحي اقرت ان المطلوب اليوم ابعد من اتفاق معراب ثان.

 

المصادر التي ابدت اعتقادها، بان مواقف التيار هذه المرة ليست من باب المساومة او ابتزاز حارة حريك، رأت ان المعارضة لا تمانع عقد اتفاق مع البرتقالي برعاية البطريركية المارونية ومباركتها، انما تطالب بضمانات جدية عنوانها “ثمن أي اجتماع اعلان واضح من التيار الوطني الحر حول سلاح حزب الله”، وهو ما المح اليه رئيس التيار في ذكرى 14 آذار وان مواربة، فاتحا الطريق امام بحث ايجابي قد يثمر لقاء بعد “عيد الكبير”، في حال اكتملت العناصر الموجبة.

 

وتابعت المصادر ان وجهة النظر الراجحة لدى المعارضة اليوم تقول بضرورة تلقف موقف واصطفاف التيار الوطني الجديد، والذي قد يكون المخرج الوحيد للخروج من عنق زجاجة الازمة الرئاسية، وللحفاظ على ما تبقى من مكتسبات مسيحية في الدولة،  آخذة في التلاشي، وهو امر يتخطى الصراعات الضيقة و “الحرتقة” في زواريب المصالح الشخصية والشعبوية.

 

واشارت المصادر الى ان الرسائل التي وصلت من “البرتقالي” تؤكد ان الاخير وفي حال قرر حزب الله العودة الى طاولة التفاوض والنقاش، فان سقفه اتفاق جديد قائم على قواعد وركائز، ستكون حتما تلك التي يتم الاتفاق عليها في أي اجتماع موسع في بكركي، فصحيح ان التيار ذو بُعد وطني، الا انه في الوقت نفسه لا يمكنه الخروج من جلده المسيحي والتفريط بحقوق الطائفة، او حمل وزر تغطية ضرب هذا الدور.

 

وختمت المصادر بان البياضة كانت واضحة في موضوع الدور الاقليمي لحزب الله، خصوصا في ظل الحرب الحالية القائمة في غزة، حيث اكدت انها لا تغطي ما يحصل جنوبا، انطلاقا من رفضها الكامل لربط الساحات بقرارات احادية بين اطراف سياسية وحزبية ومسلحة، وهو ما يشكل نقطة التقاء مع المعارضة تصلح للبناء عليها، تمهيدا للوصول الى اتفاق سياسي يبقى بابه مفتوحا امام انضمام الثنائي الشيعي اليه، اذ ان أي اتفاق مسيحي سيلقى حتما دعما سنيا ودرزيا بنسبة كبيرة، وفقا لاجواء الاطراف المعنية.