IMLebanon

حوار “الخماسيّة”… كلّ يُغني على ليلاه…بانتظار التقارير! عجلة الرئاسة لم تتحرّك بعد… وتجربة حرب تموز تبدّل موقف جنبلاط 

 

 

فيما كانت كل الانظار متوجهة الى اجتماع “اللجنة الخماسية” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الثلاثاء في عين التينة علّه يخرج بجديد رئاسي، بعدما كان الحديث قد كثر في الآونة الاخيرة عن عودة حراك “الخماسية” وبزخم اكبر، وبعدما قيل ان اللجنة موحدة بمواقفها، الا ان مضمون اللقاء الذي خرج به السفراء مع بري لم يحمل اي جديد يعوّل عليه، بحسب معلومات موثوق بها.

 

مصادر متابعة لجو اللقاء كشفت انه وعلى عكس كل ما قيل فلا شيء تغير واستدعى حراك “اللجنة الخماسية”، واشارت الى ان سبب التحرك الجديد للدول الخمس، بدءا من السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر، لم يعرف اصلا حتى الساعة، لا سيما ان الحديث كان نفسه الذي تردده كل دولة على حدة في ما خص الملف اللبناني واستحقاق الرئاسة.

 

وتجزم المصادر ان اي اسم او مرشح رئاسي لم يأت اعضاء “اللجنة الخماسية” على ذكره، فالحديث كان كالعادة عموميا، بحيث كان البخاري اكثرهم تكلما وكأنه بدا ماسكا لزمام الامور، حيث كرر وجوب الاسراع في انتخاب رئيس للبنان، وعدم ربط هذا الاستحقاق بتطورات غزة.

 

وفيما اكد السفراء امام الصحافيين انهم على موقف واحد موحد ولا اختلاف بوجهات النظر فيما بينهم، اكدت اوساط متابعة للحراك الخارجي ان كل الكلام على توافق غير صحيح، الا على نقطة واحدة وهي عدم ربط الرئاسة بانتهاء الحرب على غزة، وتكشف الاوساط عن تباين عميق بين المملكة العربية السعودية ومعها الولايات المتحدة من جهة، وقطر من جهة اخرى، اذ عمل الموفد القطري ابو فهد خلال وجوده في بيروت على اعادة طرح فكرة الخيار الثالث كحل وسطي، وتزكية اسم المدير العام للامن العام اللواء البيسري، الذي يعتبر اسمه مطروحا بشكل جدي على عكس ما يظن كثر، ولو انه يُشهد له بابتعاده عن الاضواء وانكبابه على العمل بصمت، ولا يضع هذا الموضوع اولوية، فهو يدرك تماما ان الوصول الى سدة الرئاسة لا يمكن ان يتم الا بتسوية كبيرة تشمل الجميع اذا اتت لمصلحة طرف وسطي. والبيسري الذي يصفه عارفوه بالذكي والواقعي، يدرك تماما ان لا حزب “بظهره” فهو غير مدعوم من طرف سياسي، ولو ان اسمه قد يشكل تقاطعا بين الفرقاء اذا رست التسوية المنتظرة على طرف تسووي. علما ان الاجواء وتطورات ميدان غزة والجنوب لا توحي حتى الساعة بان “من يقترب من بعبدا” سيكون وسطيا.

 

مصدر متابع يشير الى ان موازين القوى واضحة، اذ انها تميل الى محور المقاومة الذي سيتشدد في دعم مرشحه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية اكثر فاكثر، والذي بات على قاب قوسين من ضمان الاصوات “الاشتراكية” الجنبلاطية، بعد الموقف المفاجئ للرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، والمتبدل من “لا لفرنجية  ولا لمرشح تحد” الى “لا مانع من السير بانتخاب فرنجية”، علما ان اوساط “الاشتراكي” تشدد على ان شيئا لم يتبدل في موقف جنبلاط، فهو لطالما كان مع التسوية ومع من تتفق عليه غالبية الفرقاء، وتسأل : لقد قال جنبلاط ان لا مانع لديه من السير بفرنجية، فهل بات رئيس “تيار المردة” رئيسا؟  وتتابع المصادر “الاشتراكية”: “الا يتطلب الامر توافقا او اقله قبولا من احد الاطراف المسيحية الوازنة؟ لتختم بالقول : المقصود بكلام جنبلاط انه لن يقف حجر عثرة عندما يحين وقت التسويات الكبرى.

 

اما مصادر مطلعة على جو “الثنائي الشيعي” فترى في موقف جنبلاط موقفا متقدما جريئا، لرجل اعتاد تغليب المصلحة الوطنية في لحظة التسويات الكبرى، وتقول المصادر: قد يكون جنبلاط استرجع تجربة حرب تموز، وادرك ان حزب الله سيخرج اليوم منتصرا من الحرب الحالية على غزة وفي الجنوب، تماما كما حصل ابان رب تموز، وبالتالي فلا شك ان الحزب سيأخذ ثمنا سياسيا مقابل هذا الربح وقد يكون رئاسة الجمهورية، لذا قال جنبلاط ما قاله.

 

على اي حال وبالعودة الى التباين في وجهات النظر بين اعضاء “الخماسية”، فمن الواضح، بحسب ما تشير اوساط موثوق بها، ان قطر تغرد خارج سرب “الخماسية” بالتسويق للبيسري، فيما السعودية واميركا لا تزالان تدعمان ضمنا وصول قائد الجيش جوزيف عون الى بعبدا.

 

وبانتظار حل الخلافات داخل “الخماسية”، فالاكيد حتى الساعة ان لا جديد رئاسيا يبنى عليه، فعلى الرغم من الحراك الخارجي الذي بدا واضحا انه حركة بلا بركة، يؤكد مصدر موثوق به “ان عجلة الرئاسة لم تتحرك بعد، حتى ان تحرك “الخماسية” قد يكون اتى على قاعدة قطر تحركت فالسعودية ارتأت التحرك، بما معناه ان حراك “الخماسية” الذي تقوده المملكة عبر البخاري، يرجح انه اتى في هذا التوقيت بالذات كردة فعل على الحراك القطري، الذي كان بدأ يسوق ويعمل على فكرة الخيار الثالث”.

 

ويختم المصدر بان اكبر دليل على ان حراك وحوار الخماسية الذي بدا وكأن “كل طرف يغني على ليلاه”، لم ينتج شيئا وهو بلا اساس يبنى عليه ان لقاءاتهم اقتصرت على الرئيس بري والتوجه راهنا هو لاعداد كل طرف لتقريره تمهيدا لرفعه الى المعنيين في بلادهم وفي مقدمهم وزراء الخارجية.

 

وبالانتظار، فلا رئاسة قريبة ما دامت حرب غزة “مطولة”، فموقف حزب الله واضح لا لبس فيه: “لا بحث في اي ملف قبل انتهاء العدوان على غزة”!