IMLebanon

جهوزيّة المستقبل لـ«التسوية»

كشفت اوساط نيابية في تيار «المستقبل» عن جهوزية كاملة لدى قيادتها لملاقاة الدعوة للتسوية التي اطلقها السيد حسن نصرالله، للتعاون والتنسيق بهدف مواجهة الحرب التي اعلنها الارهاب على اللبنانيين وكانت الايام الاخيرة حافلة بالتطورات الامنية على صعيد الكشف عن سيناريوهات «انتحارية» يستعد تنظيم «داعش» لتنفيذها على الساحة اللبنانية وبدأت مع الجريمتين في برج البراجنة. وأكدت هذه الاوساط ان قرارالتفجير المتخذ من «داعش» وحذر منه وزير الداخلية نهاد المشنوق، يستلزم استنفاراً سياسياً وشعبياً واسعاً، يترجم عبر وحدة وطنية وتوافق مكتمل العناصر السياسية والامنية والشعبية كما طرح السيد نصر الله مشيرة الى ان هذا التلاقي سيترجم في أقرب فرصة ممكنة سواء عبر جلسة الحوار الوطني اليوم او عبر الحوار الثنائي مع الحزب.

ولاحظت الاوساط ان الوحدة الوطنية التي يدعو الجميع اليها وتجسدت من خلال الاجماع الفوري والعفوي في استنكار التفجيرين الارهابيين في الضاحية الجنوبية، تتعزز من خلال الاستقرار السياسي الذي يؤمن سبل المواجهة للقرارالارهابي ومن دون اي تأخير. لكنها استدركت موضحة ان بان الظروف السياسية الداخلية ما زالت مأزومة نتيجة التعطيل الحاصل على كل المستويات والذي يحول دون تحويل الارادة اللبنانية الجامعة الى مسار سياسي فعلي يتجلى في كل المؤسسات.واعتبرت انه ومن اجل تعزيز العناصر التي تؤمن هذه الوحدة الداخلية بالفعل وليس فقط في المواقف. فقد بات من الضروري ان يذهب الجميع الى انجاز تسوية شاملة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ،كون هذه الخطوة هي الطريق الوحيد لفتح كل الابواب المغلقة ونقل الواقع السياسي الى ضفة الاستقرار.

في موازاة ذلك لاحظت الاوساط نفسها ان التسويات السابقة لم تصمد طويلا وهي قد لا تشجع على خوض مثل هذه التجارب، مذكرة بتسوية الدوحة وباعلان بعبدا. لكنها أكدت أن هذا الواقع لن يحول دون جهوزية «المستقبل» للحوار الوطني ولترجمة ألايجابية الراهنة عبر اتفاق وطني شامل، مشيرة الى انه من الضروري ان تتزامن النوايا الايجابية لدى الاطراف السياسية مع ارادة بحصول تسوية. وركزت على اهمية الابتعاد عن اي تسوية تنطلق من شروط مسبقة موضحة ان الانفتـاح على كل ما من شأنه ان يؤمن مناخاً توافقياً قد يكون ضروريا اليوم، لان هذا الانفتاح وحده يحقق التـواصل المفيد والايجابي والمنتج والقادر بالتالي على انجاز الاهداف الوطنية التي يدعو اليها السيد نصر الله.

من جهة اخرى اكدت الاوساط النيابية ان خارطة الطريق الطبيعية للاتفاق الوطني تبدأ مع انتخاب رئيس جمهورية يوافق عليه كل اللبنانيين كخطوة اولى، على ان تأتي تاليا الخطوات المتلاحقة مثل تشكيل حكومة جديدة. واوضحت ان الايجابية التي يصر عليها تيار «المستقبل» اليوم لا ترتبط باي شكل او باخر بما يجري طرحه عن عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة، مؤكدة ان الهدف ليس هذه العودة بل انجاز الاستحقاق الرئاسي وتفعيل المؤسسات ضمن سلة توافق متكاملة. واضافت انه بالنسبة لرئاسة الحكومة فان النواب وعبر الاستشارات النيابية، هم الذين يرشحون الشخصية المناسبة لتولي هذا المنصب.