تتساءل أوساط سياسية عن أهداف وتوقيت الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ميشال عون الى موسكو أواخر الشهر الجاري.
أوّل ما يتبادر الى الذهن انّ الزيارة لها علاقة بملف النازحين، خصوصاً أنّ هناك مبادرة روسية ومشروع روسي في هذا الصدد.
ثانياً- المشروع الروسي متكامل سياسياً وأيضاً حول مستقبل النظام في سوريا.
ثالثاً- المشاكل داخل سوريا معقدة بسبب تداخل المصالح الدولية (الاميركية، الروسية، الايرانية، التركية…) والسؤال الذي يطرح ذاته اليوم كيف يمكن التوفيق بين هذه التناقضات؟!
رابعاً- الانتصار العسكري في سوريا ما كان ليتحقق لولا الروسي، وهو لن يسمح لأي طرف آخر أن يشاركه قطف ثماره…
الأهم من هذا كله، الموضوع الاقتصادي خصوصاً أن روسيا اليوم استأجرت خزانات الـI.P.C في الشمال، وهو موضوع خطير وحسّاس، أي أنّ لبنان يعطي على البحر المتوسط خزانات لروسيا، وهذا ما يثير حساسية غربية، علماً أنه سيوفر إمكانية للروسي لتصدير نفطه عبر الخط الممتد من العراق الى سوريا وصولاً الى لبنان، وموقع لبنان الجغرافي على البحر المتوسط استراتيجي، والروسي يبحث عن مواطئ قدم في المياه الدافئة، فيأتي الموقع الاقتصادي في لبنان ليعزز الموقع العسكري المزدوج في سوريا من خلال القاعدتين البحرية في طرطوس والجوية في حميميم.
ولا شك في أنّ الزيارة الرئاسية الى روسيا حساسة وخطيرة، والسؤال الكبير: هل تتغاضى الولايات المتحدة الاميركية عن هكذا تطوّر؟!
يبقى سؤال آخر مطروح بإلحاح أمام هذه التعقيدات: ألا تبدو بوادر خطر سياسي على لبنان؟ وماذا يكون الموقف الاسرائيلي؟!.
لا بد من أنّ الأيام الطالعة ستطلع بالإجابات على الاسئلة أعلاه، ولقد يكون في الزيارات الاميركية الى لبنان ما يوضح الكثير من الملابسات خصوصاً زيارة وزير الخارجية الاميركية بومبيو التي ستشمل، هذه المرة، لبنان أيضاً.
عوني الكعكي