IMLebanon

الحوثيون بدأوا معركة البحر الأحمر لرفع أسعار النفط

 

 

بدأت عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بينما التدخّل الحوثي في الحرب بدأ في 2023/11/20. يومذاك تمّت عملية خطف سفينة يابانية في البحر الأحمر، ولا تزال السفينة المخطوفة عند الحوثيين حتى يومنا هذا.

 

في العاشر من تشرين الثاني عام 2023، أي بعد عملية «طوفان الأقصى» بشهر وثلاثة أيام، بدأ القصف بالصواريخ على إيلات.

 

هذا يؤكد طبعاً أنّ دور الحوثيين بدأ عندما طلب الايرانيون منهم ذلك، وليس كما يدّعون انهم بدأوا بمساعدة أهل غزّة من تلقاء أنفسهم.

 

على كل حال، نبدأ بلمحة عن أهمية البحر الأحمر. تتصاعد حِدّة المخاوف من التحالفات العسكرية في البحر الأحمر الذي يُعتبر شرياناً حيوياً لحركة التجارة العالمية، وممرّاً استراتيجياً يستقطب اهتماماً وتنافساً دولياً متصاعداً في ظل وجود الكثير من القوى البحرية والقواعد العسكرية في منطقة القرن الافريقي.

 

هو واحدٌ من أهم ممرّات الملاحة الرئيسية في العالم، فهو يربط بين القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا. وهذه ليست المرّة الأولى التي يتسبّب البحر الأحمر في صراعات وحروب دولية.. لذلك فإنّ عدداً كبيراً من الدول العالمية تحاول فرض نوع من السيطرة على هذا الممر، كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. ولن ننسى ان العدو الصهيوني حاول منذ خمسينات القرن الماضي إيجاد علاقات علنية أو سرّية مع عدد من الدول المطلة على هذا البحر.

 

وقد ذكر مركز «باحث» للدراسات الفلسطينية الاستراتيجية في دراسة نشرت عام 2013، نيّة إسرائيل في إيجاد قناة بديلة تأخذ دور قناة السويس.. هذه القناة الجديدة تمتد من مضيق باب المندب الى تيران الجزيرة السعودية التي تقع في مدخل مضيق تيران الذي يفصل بين البحر الأحمر وخليج العقبة… كما حذرت هذه الدراسة من بركان اقتصادي ستجتاح حممه منطقة الشرق الأوسط.

 

إلى ذلك، اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية أمين الناصر ان أسواق النفط العالمية ستتكيّف مع اضطرابات البحر الأحمر على المدى القصير إلاّ ان استمرار الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن لمدّة أطول ستؤدي الى نقص عدد الناقلات بسبب طول الرحلات وتأخير الإمدادات.

 

وقال الناصر إنه يتوقع أن تشهد سوق النفط قلّة في المعروض بعدما استنفد المستهلكين المخزونات بمقدار 400 مليون برميل في العامين الماضيين، وهو ما جعل الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى «أوبك» المصدر الرئيسي للإمدادات الاضافية لتلبية الطلب المتزايد.

 

وأجبرت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر العديد من الشركات على تحويل مسار الشحنات حول أفريقيا. ويقول الحوثيون المتحالفون مع إيران إنهم يتصرفون تضامناً مع الفلسطينيين خلال الحرب الاسرائيلية المستمرة على غزّة.

 

نشير الى ان اتفاقاً جرى بين أميركا وإيران للإفراج عن الأموال المجمّدة في أميركا، وتم الاتفاق على تحويل 5 مليارات دولار الى قطر ليتم تحويلها الى إيران.

 

ويبدو ان أميركا بعدما حوّلت المليارات الخمسة الى قطر، طلبت من قطر تجميد هذه الأموال وعدم تسليمها لإيران إلاّ بعد موافقة جديدة من أميركا.

 

قبل اغتيال صالح العاروري في 2 كانون الثاني 2024 كانت هناك محادثات جديدة في قطر بين الاميركيين وجماعة «حماس» للإفراج عن الاميركيين المحتجزين لدى «حماس»… وقبل أن يتم الاتفاق جاء اغتيال العاروري لتجمّد العملية وتجمّد الأموال المخصصة لإيران معها.

 

أمام ذلك رأت إيران، وبسبب حاجتها المالية الملحّة بسبب الصرف الكبير على الحروب في غزّة والعراق وسوريا ولبنان واليمن، ان من الأجدى البحث عن طريقة ثانية لجمع الأموال التي تحتاج إليها.

 

من هنا جاء القرار الايراني بتهديد العالم بإقفال الممر المائي العالمي «باب المندب»، وبذلك تتضرّر الملاحة العالمية وترتفع أسعار الشحن، كما حصل. كذلك تقلّ كميات النفط التي تُنقل عن طريق باب المندب، وفي هذه الحال يزداد الطلب على النفط فترتفع الأسعار.