Site icon IMLebanon

المنطقة بعد قمة كامب ديفيد  ليست كما قبلها

هل هي الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي؟

هذا السؤال وجد أجوبةً له أثناء وبعد القمة الأميركية – الخليجية في منتجع كامب ديفيد، مع إنَّ الإسم والمكان لا يشجِّعان العرب كثيراً على تسليم كلِّ أوراقهم إلى الولايات المتحدة الأميركية إنطلاقاً من إتفاق كامب ديفيد الذي حتى اليوم لا ينظر إليه العرب بارتياح.

***

المهم أنَّ القمة انعقدت على مدى سبع ساعات وناقشت خارطة الملفات من إيران إلى اليمن، إلى سوريا إلى ليبيا، وانتهت إلى خارطة طريق للمتابعة والإتفاقات يمكن اختزالها بثلاث وثائق تحت عناوين:

وثيقة حقائق بالبنود التي تمَّ الإتفاق عليها. بيان مشترك. بيان رئاسي لأوباما.

***

ولعلَّ الموقف الذي أطلقه ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد، أطال الله بعمره، والذي ترأس وفد بلاده إلى القمة، يمكن اعتباره الجامِع الملخِّص لهذه الوثائق مجتمعةً، وهذا الموقف ارتكز على الثوابت الآتية:

إنَّ أمن منطقة الخليج العربي هو جزء أساسي من الإستقرار العالمي لما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية إقتصادية وسياسية واستراتيجية تمسُّ الأمن العالمي.

إنَّ الولايات المتحدة شريك استراتيجي أساسي لدول مجلس التعاون الخليجي، ولها دور حيوي في حفظ الأمن والإستقرار في المنطقة.

إنَّ هذه القمة التاريخية غير المسبوقة تمثِّل إضافة نوعية حقيقية إلى مسيرة العلاقات الخليجية – الأميركية، وهي تعكس حرصاً مشتركاً على تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية.

إبقاء منطقة الخليج العربي بما لها من أهمية استراتيجية بمنأى عن أية أخطار أو مهددات أمنية واستراتيجية محتملة، خاصةً في حال عدم ارتكاز الإتفاق النووي النهائي على معايير واضحة، والتزام ما يعنيه ذلك من توافر ضمانات قانونية وتعهدات دولية كافية، تكبح الطموحات النووية في المنطقة والهيمنة الإقليمية وتحول دون انتشار تسلح نووي.

***

إن هذا الموقف للشيخ محمد بن زايد أعاد تصويب البوصلة في ما يتعلَّق بخارطة الطريق في المنطقة، فثبَّت معادلة التوازن الإستراتيجي الذي من دونه لا إمكانية لأيِّ شراكة بين أحد في المنطقة.

هذا الموقف شكَّل المرجع للبيان المشترك الذي صدر عن القمة والذي أكد على الإلتزام الأكيد للشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي لبناء علاقات أوثق في كل المجالات، بما فيها الدفاع والتعاون الأمني، وصولاً إلى بيت القصيد التالي:

إنَّ أميركا ودول الخليج متفقة على أن توقيع إتفاق نووي شامل قابل للتحقق منه مع إيران، يخدم المصلحة الأمنية لدول مجلس التعاون. لكن أميركا ودول الخليج ستعمل معاً للتصدي لنشاطات إيران التي تزعزع استقرار المنطقة وفي حال حصول عدوان في الخليج، ستبحث أميركا في اتخاذ عمل جماعي بما في ذلك احتمال استخدام العمل العسكري للدفاع عن دول المجلس.

***

إنتهت قمة كامب ديفيد، عاد القادة الخليجيون إلى دولهم وأمامهم على الطاولة ملفات مجدولة لإنجازها، لكنَّ المهم في هذه الجدولة أنَّ كلَّ هذه الملفات تحمل الرقم واحد، لأنها مترابطة، فلا مفاضلة لملفٍّ على آخر.