تدخل البلاد اعتبارا من مطلع العام الجديد في اجواء التحضير للانتخابات النيابية المقررة في ايار المقبل، ويعوّل كل طرف على تحسين او المحافظة على حجم تمثيله قدر الامكان لا سيما بعد اعتماد قانون النسبية لاول مرة.
وحسب الاجواء السائدة فان التحالفات الانتخابية ستتبلور في غضون الشهرين المقبلين، مع العلم ان الازمة الاخيرة سيكون لها تأثير كبير على رسم خارطة هذه التحالفات بعد تدهور العلاقة بين تيار المستقبل و«القوات اللبنانية»، وكذلك بين «القوات» والتيار الوطني الحر.
وصار مؤكدا ان الانتخابات ستجري في السادس من ايار المقبل بعد ان صرف النظر مؤخراً عن فكرة تقديم موعدها، وتبلغ بري من وزير الداخلية ان الوزارة لا تستطيع اجراء الانتخابات قبل 25 آذار المقبل، وبالتالي فان الفترة الباقية لا تزيد عن شهر وعشرة ايام ولا تستأهل اتخاذ مثل هذا القرار مع العلم ان تقريب الموعد يحتاج لتعديل المواد 32 و33 و34 و35 من قانون الانتخاب.
وامس اكد الرئيس بري مرة اخرى امام زواره «ان الانتخابات حاصلة في موعدها مئة بالمئة»، موضحاً ان ليس هناك اي تعديل على القانون الحالي، وبات معلوماً ايضاً ان الاقتراع سيجري باعتماد الهوية او جواز السفر بعد تعذّر وصعوبة تأمين البطاقة البيومترية.
وتقول مصادر مطلعة ان هناك مساراً اخذ يتبلور بعد الازمة الاخيرة لتشكيل تحالف انتخابي قوي وكاسح من خمسة اضلاع اساسية: المستقبل، التيار الوطني الحر، «امل»، حزب الله، والحزب التقدمي الاشتراكي.
ونشير في هذا المجال حسب ما ينقل زوار بعبدا وعين التينة ان العلاقات تحسنت بشكل كبير بين الرئيسين عون وبري بعد الازمة وان الرجلين يعبّران بكلام ايجابي عن تطور هذه العلاقة. كما ان المعاونين او المستشارين ينشطون بين الرئيسين في اطار تبادل الرأي والتشاور في القضايا الاساسية المطروحة.
وترى المصادر ان هذه العلاقة الجيدة اخذت تنعكس ايضاً على العلاقة بين «امل» والتيار الوطني الحر، وان المناخ الاخير لهذه العلاقة هو في وضع افضل من السابق.
واذا كانت العلاقة بين الرئيسين بري والحريري جيدة منذ فترة غير قصيرة فان الازمة الاخيرة ساهمت بشكل واضح في تثبيتها وتحسينها، بعد ان لمس رئيس الحكومة حجم الدعم الذي تلقاها من رئيس المجلس منذ اللحظة الاولى للازمة.
ومما لا شك فيه ان العلاقة بين المستقبل والوطني الحرّ قد حققت قفزة ايجابية جديدة بعد وقوف الرئيس عون والوزير باسيل بقوة الى جانب الرئيس الحريري في الازمة الاخيرة، وصار مؤكداً ان التحالف بينهما في الانتخابات المقبلة سيكون ثابتاً ولن يتعرض لاي اهتزاز.
وتشير المصادر ايضاً الى ان الازمة انعكست ايجاباً على العلاقة بين الرئيس عون وجنبلاط وبين التقدمي الاشتراكي والوطني الحر بعد ان كانت تمر بتشنجات واجواء ملبدة.
وتضيف الرسائل الايجابية المتبادلة يمكن ان تؤسس لمناخ جيد يساعد في بناء تحالفات انتخابية بين الطرفين. وان هذا الامر يحتاج الى مزيد من الجهد المشترك لا سيما ان مسألة التحالفات في الجبل تبدو اكثر صعوبة وتعقيداً من التحالفات في المناطق الاخرى.
ووفقاً للمصادر المطلعة ايضا فان ما حصل ابان الازمة الاخيرة لم يبدد الاجواء الطيبة التي كانت تسود العلاقة بين الحريري وحزب الله، لا بل ان موقف السيد حسن نصرالله اتسم بايجابية كبيرة لعبت دوراً مهما في المعالجة والخروج من الازمة.
وبناء على هذا المناخ الذي يسود العلاقات على المحاور الخمسة فان احتمال حصول تحالف خماسي كبير وارد بنسبة جيدة، لا بل ان المعطيات المتوافرة والاجواء السائد تعزز الاعتقاد بالذهاب الى مثل هذا التحالف قبل موعد الانتخابات.
اما في المقلب الاخر فان كل المحاولات والمساعي لم تنجح في رأب الصدع بين «القوات» من جهة والوطني الحر والمستقبل من جهة ثانية.
واذا ما استمرت الامور على حالها فان «القوات» تتجه الى اعادة حساباتها الانتخابية في كل الدوائر، ورسم تحالفات انتخابية لا سيما مع حزب الكتائب.