المطران ميشال عون لـ “الديار”: الحوار لم ينقطع بين الصرح وحزب الله في أيّ مرّة
لدى سؤال بعض المرجعيات الدينية في بكركي، عن مدى عودة العلاقة بينهم وحزب الله؟، يأتي الجواب على الفور” العلاقة لم تنقطع ابداً بين الصرح البطريركي وقيادة الحزب لانّ الحوار مستمر”، كذلك الامر بالنسبة الى قيادة حزب الله، اذ يأتي الجواب مشابهاً جداً ” لاننا نؤمن بالحوار خصوصاً مع بكركي”، اي انّ القصة لا تحتاج للكثير من الوساطات، طالما انّ الطرفين يتجاوبان في معظم الاحيان، مما يسهّل المهمة التي عادت اصداؤها لتبرز منذ اكثر من 10 ايام، مع إشارات الى إقتراب عودة المياه الى مجاريها، بعدما مرّت بـبعض ” النزلات واللطشات” الخفيفة المتبادلة، على خلفية دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ضرورة الابتعاد عن سياسة المحاور، والالتزام بالحياد كحل مريح للبنان، ودعوته الى مؤتمر خاص بالدولة بإشراف الأمم المتحدة لحل النقاط الخلافية، الامر الذي ادى حينها الى ظهور التباين في المواقف ومن ثم الفتور، من دون ان يظهر الطرفان ذلك في العلن، اذ كانا يؤكدان دائماً بأنّ الاختلاف في الرأي لا يعني الخلاف، او الوصول الى القطيعة، لكن لجنة الحوار القائمة منذ التسعينات بين البطريركية المارونية والحزب، لم تجتمع بما فيه الكفاية نظراً للظروف التي رافقت لبنان، لكنها توقفت فعلياً منذ سنوات عن اللقاء والحوار، وساهم بذلك تدهور الاوضاع السياسية عموماً في لبنان.
وفي هذا الاطار يشير راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون خلال حديث لـ” الديار” الى انّ الحوار بين بكركي وحزب الله لم ينقطع في اي مرة ، لربما عانى من بعض البطئ، لكن لجنة الحوار المشتركة ما زالت موجودة وهي على تواصل، لكن ليس بالضرورة ان يكون تواصلها عبر الاجتماعات وفي العلن، لافتاً الى انّ ابواب الصرح مفتوحة أمام الجميع للتعاون بما فيه مصلحة لبنان اولاً، لانّ بكركي تبحث دائماً عن مخارج لإنقاذ لبنان، مكتفياً بهذا التصريح لانّه ليس عضواً في اللجنة المشتركة.
ولدى اتصال “الديار” بمصدر ديني معني بالملف، فضّل عدم التحدث حالياً، وقال :” لننتظر بعض الوقت علّ الامور تتضح اكثر في هذا الاطار، لانّ الامر يقتصر الان على مبادرات فردية ليس اكثر، من خلال رسائل ومجاملات ينقلها بعض الاصدقاء المشتركين ليس اكثر، نافياً ان تكون اللجنة المشتركة قد اجتمعت منذ ايام كما تردّد، لربما تلتقي لاحقاً لا احد يعلم .
ورداً على سؤال حول مدى مساهمة قضية المطران موسى الحاج بتدهور العلاقة بين بكركي وحزب الله، اجاب المصدر الديني المذكور ” بأنّ الملف لا شك أعاد التوتر وقضية المطران الحاج ما زالت تراوح مكانها، اذ لم يطرأ اي جديد ايجابي عليها لغاية اليوم، لكن يمكن وضع الانفتاح بين بكركي والحزب، في إطار الاجتماعات التي يعقدها البطريرك الراعي مع رؤساء الكتل النيابية لبحث الملف الرئاسي، الامر الذي ينطبق ايضاً على كتلة حزب الله، لربما يقترب الاجتماع بأحد نوابهم ، او من خلال وفد لبحث الاستحقاق الرئاسي، على غرار ما يجري مع الكتل النيابية الاخرى.
في غضون ذلك ساهمت زيارة السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني الى الصرح البطريركي نهاية شهر تشرين الاول الماضي، بفتح الدروب بين الخطين، وسهّل وأزال التوتر، فبدأت الاتصالات الخفية، وسبقت ذلك زيارة وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر لبيروت مطلع شهر شباط الماضي، بفتح الباب المقفل من جديد بين الطرفين، على أثر طلب المسؤول الفاتيكاني حينها بضرورة لقاء الطرفين، وقد تحدث مع الراعي بذلك، فجرت اتصالات بعيدة عن الاعلام من خلال موفدين من بكركي الى الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وجرى الاتفاق على إعادة اللقاءات والحوارات، وتم تشكيل لجنة حوارية جديدة، على ان تجتمع في وقت لاحق لانّ الظروف الحالية تتطلب الانفتاح والهدوء ووقف أي خلاف او سجال، فلا مصلحة لحارة حريك بعداء بكركي، والاخيرة تستعين دائماً بلغة العقل وتبتعد عن لغة الخلاف والانقسام، خصوصاً في هذه الظروف، التي تلفها المخاوف والهواجس من بقاء الفراغ الرئاسي لسنوات، على غرار الفراغ الذي شهدته البلاد ما بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، في ظل ما يُحكى عن تدهور امني واقتصادي مخيف في الاشهر القليلة المقبلة.