Site icon IMLebanon

علاقة الحريري – جعجع «متينة» رغم «القفشات» المتبادلة

«منشوف اذا قعد عاقل» عبارة كانت كافية  لاظهار الود الذي كان مفقودا  بين معراب وبيت الوسط فالرئيس سعد الحريري كان يترنح في علاقاته النقالة مع المسحيين ولم يرسو على بر او هم لم يتركوه يستقر على علاقة متينة معهم. ففي بنشعي حاول صادقا ان يوصل صديقه سليمان فرنجية الى السدة الرئاسية لكن حلفاء الوزير لم «يقلعوا» بالخيار الصادق وسليمان رفض ان يحضر وحيدا. ضاع الحريري لبعض الوقت على مفترق الطرقات، فالطريق الرئاسية الى معراب لم توصل الحكيم لالف سبب وسبب ولا يسأل سعد عنها،  وفي الصيفي لم يجد الحريري الجدية المطلوبة التي توصل الرئيس امين الجميل مجددا الى قصر بعبدا فكان خياره الوحيد الذهاب مباشرة الى الرابية وبقية التفاصيل باتت معروفة لكن الذي بقي جمرا تحت الرماد غاب عن الرأي العام  هي وقفة «البيال» المعيبة والوصف هنا للقواتيين عندما فاجأ الحريري ضيفه جعحع بكلام من خارج النص والأصول: «كان من زمان يا حكيم لازم تعملها، كنت وفرت الكثير من الدماء» طبعا العبارة ارتجالية رغم أن القواتيين يؤكدون أن مطبخ بيت الوسط جهز المشهد كما حصل انتقاما من تأييد جعجع للعماد عون ولان الانتقام طبقا يزداد طعما شهيا اذا اكل «على الرايق» وبهدوء. كانت العبارة الشهيرة بعد السحور التي فاجأ بها جعجع رئيس الحكومة ولان الحكيم تناول المركز السني بعبارة يغلب عليها الطابع الهزلي قامت حملة يا «غيرة الدين» تدافع عن المقدسات. وتذكر الجميع المشهد عندما حضر المفتي قباني الى السرايا الحكومية وكان الرئيس فؤاد السنيورة محاصرا فيها، امّ الصلاة في ارجائها معلنا ان رئاسة الحكومة خط احمر.

وامام الإصرار على جعل مركز رئاسة الحكومة كامرأة القيصر فوق الشبهات، كان لبعض الاصدقاء المقربين من معراب رأي آخر مخالف، فهم يعتبرون أن الجميع سواسية وتحت الغربال حيث الانتقاد الايحابي والمعارضة البناءة هي من ضرورات النظام الديمقراطي، وان رئاسة الجمهورية تتلقى الآراء المعارضة لها بكل رحابة صدر، لكن يبدو ان البعض يصر  على طريقة «عنزة ولو طارت» وهم يتحركون وفق اجندتهم السياسية، ويضيف هؤلاء ان مشكلة فيصل كرامي مثلا ليست مع القوات بل مشكلته مع ابن عمه الذي تقدم الصفوف الامامية وهو على قاب قوسين من الاتفاق مع اللواء اشرف ريفي،  كما ان الاخرين لن يغيروا سلوكهم لأنهم ملزمون بتسديد المتوجب، فاسماؤهم ترد في الكشوفات الشهرية، واللافت أن هؤلاء جميعا صمتوا عندما حوصر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وهم ذاتهم كانوا يشتمونه من الخارج وخلف الاسوار التي بقيت عصية عليهم.

ويضيف المحازبون القواتيون، ليطمئن الغيارى على الحكومة ورئيسها لان الاحترام والمحبة والعلاقات الجيدة محفوظة في معراب. ولا ينسى هؤلاء الغيارى بان الشيخ سعد ضحك لهذه القفشة وبادل بمثلها في جو مريح خلافا لتمنيات وحقد  البعض.

لكن «القفشات» المتبادلة وردود الفعل عليها تخفي قلقا في العلاقات بين بيت الوسط والفريق السياسي المسيحي. والقانون الإنتخابي الغامض زاد قلقا عليها. كما أن الحسابات المعقدة في القانون الغامض اربك الحميع في إقامة هذه العلاقات بالطريقة السليمة العادية، وفي المعلومات التي يتداولها البعض في الاوساط المسيحية بان تيار المستقبل يعيش حالة ضبابية اثناء التفتيش عن الحليف الإنتخابي الوازن، مع الوطني الحر يربح في بعض الدوائر ويخسر في الاخرى، كذلك مع القوات اللبنانية التي تعطيه في زحلة والشوف لكنها ستأخذ منه في عكار والبقاع الغربي، وهكذا دواليك ربح وخسارة مع الكتائب والمردة، هذا الغموض في ميزان المدفوعات او في التحصيل العام دوخ المسؤولين عن الماكينة الانتخابية في تيار المستقبل لكن الحيرة والبلبلة اصابا الآخرين ايضا، فالوزير جبران باسيل يلعب بكامل رصيده في «انتخابات العهد» المحسوب على الوطني الحر ومن خلال قانون كان هو أحد عرابيه اضافة الى ان مروحة التحالفات مفتوحة أمامه على مصراعيها.. حزب الله، تيار المستقبل،القوات اللبنانية وهكذا سوف يكون امام إمتحان صعب وعسير امام اللجنة الفاحصة  المؤلفة من اهل البيت اولا ومن رفاقه المعزولين ثانيا. وبالتالي فإن «التفضيلي «الذي ادخل على المشروع لم يمر على «سكانر»الماكينة الانتخابية العونية التي ترفع الصوت حاليا ولسان حالها يشكي «سوف نشتغل عتالة لغيرنا «في هذه الانتخابات الشكوى «والنق» لدى العونيين في «سنتر ميرنا الشالوحي» دفع برئيس الحزب الى المطالبة بالتعديلات في القانون لكن هيهات ان يحصل ذلك تحت قبة بري الممر الالزامي لاي تعديل.

وكما في سن الفيل كذلك في معراب بلبلة وضياع في الحسابات وكل حسبة يرافقها تمزيق للاوراق لاعادة الحساب من الاول، واما الحزورة الكبرى لدى الخبراء في اروقة معراب هي في احتساب الربح القواتي الصافي في دائرة البترون الكورة زغرتا وبشري ولها 9 مقاعد، ففي هذه الاقضية كانت حصة القوات 4 نواب اما اليوم فان حلفهم المتوقع مع التيار الوطني الحر ومع المستقبل اذا صدقت التوقعات فان حصة هذه المجموعة لن تتعدى الـ 60 بالمئة وهذا يعني في لغة التوزيع خمسة نواب، وبالتالي فانه من المتوقع أن يتم توزيع المقاعد وفق الشكل التالي: مقعد للعونيين وآخر للمستقبل (فريد مكاري) وثالث لميشال معوض ويبقى للقوات مقعدين، خصوصا ان اللائحة المقابلة سوف تضم المردة وصوتها الوازن في زغرتا  البترون والكورة اضافة الى القوميين في الكورة  بطرس حرب في البترون وحزب الكتائب في البترون والكورة. يضاف الى متاعب اللائحة الاولى فذلكة الصوت التفضيلي الذي يعمل وفق مقولة «اذا بقي حجار منشوف»وضمن هذا الإطار سيسعى كل فريق الى تدبير اموره «تفضيليا «  لان حجارة النسبية لن تكفي الطموحات التي يعول عليها الاقطاب المسيحيون.