IMLebanon

هل انقطعت العلاقة بين جنبلاط ونصرالله نهائياً؟

لا زالت مواقف رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، تثير تساؤلات عدة حول ما سيصل إليه الزعيم الجنبلاطي جراء مواقفه، والتي بلغت ذروتها في الأيام القليلة الماضية، لكن اللافت في هذه المواقف الإنتقادات التي وجّهها إلى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وهي الأولى بعد أحداث السابع من أيار والهدنة التي أعقبت هذه الأحداث.فقد استقرّت هذه العلاقة وإن بقيت فاترة، وإنما هناك لجان ميدانية من الطرفين قامت بدور كبير في ضبط الوضع، لا سيما بعد إطلاق الصواريخ من إحدى مناطق الجبل باتجاه الضاحية الجنوبية، إضافة إلى سعي رئيس الحزب الإشتراكي لدفع تيار «المستقبل» للتحاور مع «حزب الله»، وكان له دور إيجابي إلى جانب الرئيس نبيه بري للوصول إلى هذا الأمر. لكن جنبلاط تقول مصادر متابعة لم يتمكّن من دفع القاعدة الدرزية إلى التقارب مع قاعدة «حزب الله»، وهو لأول مرة لم يتمكّن من جذب هذه القاعدة إلى حيث يشاء، وذلك على خلاف مرات كثيرة سابقة تمكّن فيها من أخذهم إلى حيث يريد.

ويقول مقربون من جنبلاط، أن رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال إرسلان يستغلّ دائماً خلافات جنبلاط مع قوى معينة فيذهب اليهم، وهذا حصل مع الرئيس بري وقبله الرئيس الياس الهراوي والرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى ما جرى مؤخراً، حيث جاءت زيارته إلى موسكو من خلال رسالة روسية موجّهة للحليف التاريخي للسوفيات آنذاك، وللروس حالياً، أي النائب جنبلاط. وتجدر الإشارة إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي بوغدانوف، هو الصديق المقرّب والقديم لجنبلاط، والتقاه لمرتين خلال زيارته إلى بيروت منذ أشهر قليلة. لذا، فإن العلاقة بين قواعد الديمقراطي والإشتراكي يشوبها فتور حتى التنافر، لا سيما وأن إرسلان ووفق المعلومات المتداولة التقى الرئيس السوري بشار الأسد قبل توجّهه إلى موسكو، وهو الذي يلتقيه باستمرار، وقد أكد إرسلان من العاصمة الروسية بأن دروز سوريا إلى جانب الرئيس بشار الأسد وإلى جانب الجيش السوري النظامي، وكأن في ذلك الردّ المباشر على دعوات زعيم المختارة المستمرة لدروز جبل العرب لعدم الوقوع في الفخ، واستعمالهم كأداة للنظام.

ومن هذا المنطلق، تؤكد المصادر المتابعة، فإن العلاقة الجنبلاطية مع «حزب الله» أصبحت مهدّدة بالأسوأ بعد تناول رئيس الحزب الإشتراكي السيد حسن نصرالله، وثمة من يقول بأن رئيس «اللقاء الديمقراطي» والمقطوعة علاقته مع المملكة العربية السعودية إثر تصويته للرئيس نجيب ميقاتي، استغلّ عملية «عاصفة الحزم» معلناً دعمه لها ووقوفه إلى جانب الرياض في هذه الحرب، الأمر الذي يعيده إليها ويعزّز موقعه من خلال المواقف التي يقدم عليها، وخصوصاً في ردّه على السيد نصرالله.

وعلى هذه الخلفية، تسأل المصادر إلى أين ستصل هذه العلاقة، وماذا عن تداعياتها السياسية، وحتى الأمنية، لا سيما في منطقة الجبل، وصولاً إلى الفتور الآخرالذي يسجّل بين جنبلاط والقيادات الدرزية الموالية للنظام السوري، ولا سيما النائب إرسلان الذي لا يمكنه أن يلعب دور الوسيط بين سيد المختارة وحارة حريك، مما يشير إلى أن الأمور متجهة إلى التصعيد والتأزّم، وليس بوسع جنبلاط إعادة تجميل مواقفه، حيث أعلن دعمه ل»عاصفة الحزم»، وبالتالي، دخل في حملات مباشرة مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد نصرالله، وهذا ما ستحدّده الأسابيع المقبلة، إذ أن الأجواء تؤشّر إلى أن جنبلاط مستمر على مواقفه وسخريته على «تويتر» والتي بدورها تحمل رسائل ومواقف سياسية يرغب جنبلاط في إرسالها على طريقته الخاصة.