IMLebanon

الرئاسة والمقاربة المختلفة تطيح علاقة معراب وعين التينة

 

بري وجعجع.. انتقلا الى الموقع الجديد “أخصام في السياسة” حتى إشعار آخر

 

لم تصل الأمور بين عين التينة ومعراب قط في السنوات الأخيرة الى ما وصلت إليه من الحدة وتبادل الأوصاف والانتقادات، فتباين الرئيس نبيه بري والدكتور سمير جعجع خرج عن العلن والسيطرة والسبب الانتخابات الرئاسية والمقاربة المتناقضة او القراءة المختلفة للأحداث، للمرة الاولى يسمي بري رئيس حزب القوات بالإسم ويتهمه بالتعطيل ورفض التشاور والحوار ليرد جعجع بكلام عن “مرشد أعلى”  وإقرار بالاختلاف العميق “انا والقوات اخصام بالسياسة”.

 

خلاف اليوم ليس جديدا فالقوات وجهت رسائل مباشرة وبالواسطة الى عين التينة وتتمسك بموقفها وقناعتها برفض المشاركة في جلسات الحوار واتهام فريق الممانعة بتعطيل الإنتخابات الرئاسية ولم يعد مخفيا ان القوات رأس حربة فريق المعارضة في الملف الرئاسي وهذا ما عرض علاقتها مع رئيس المجلس لاهتزازات قوية مؤخرا لا يبدو انها سهلة على المعالجة في ظل الافتراق في الخيارات الكبرى حيث ترفض القوات اي تنازلات او حوار فيما تبدو الأمور أكثر مرونة على جبهة عين التينة والشالوحي على الرغم من الخصومة التاريخية بينهما.

 

مصالحة بري وجعجع مجددا كما تقول مصادر سياسية لم تعد سهلة وتفاهمهما في ما خص الملف الرئاسي بات مستحيلا بعد ان اضحت القوات في الطرف المشاكس بقوة والمعارض لخيارات عين التينة.

 

يتحدث المتابعون عن كثب لمسار العلاقة بين معراب وعين التينة عن تغيير كبير طرأ عليها في الأشهر الأخيرة، فالعلاقة الماضية شكلت نموذجا يحتذى به بين طرفين من محاور مختلفة تجمع في الوقت نفسه بين المودة والخصوصية السياسية إلا ان شيئا ما طرأ على الستاتيكو السابق واختفت العلاقة المميزة بتناقضاتها تقريبا لتحل محلها التباينات.

 

في المسار السابق قبل سنوات لم تقع مواجهات حادة بين القوات وحركة أمل على الرغم من الاختلاف السياسي وعدم تصويت نواب الجمهورية القوية لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الدورات الانتخابية ، ومع ذلك لم تغلق عين التينة يوما أبوابها  في وجه معراب وبقي رئيس القوات مصرا على شعار “الصديق العزيز” مع الرئيس بري.

 

بختصر العارفون الوصع حاليا بأنه مأزوم بين بري وجعجع وان المشكلة بالأساس “رئاسية”  حيال مفهوم الجلسات الانتخابية ومعادلة ” من يسبق اولا الحوار قبل جلسة الانتخاب ام جلسة بلا حوار”، فمن وجهة نظر عين التينة الرئاسة لا يحركها إلا طاولة حوار ويتطلع رئيس المجلس الى تطبيق الآليات الدستورية، بالمقابل تتهم القوات رئيس المجلس بتعطيل التشريع بالدعوة الى الحوار والجلسة الواحدة بدورات متتالية تنتهي بالتأجيل وتعذر انتخاب رئيس جمهورية.

 

اصطفاف القوات في الجبهة المقابلة لعين التينة وتزعمها المعارضة ساهم في زيادة التباعد أضف إليها مقاربة القوات لحرب الجنوب والمقاومة في الوقت الذي ترى فيه مصادر الثنائي ان من لا يلتقي معها في موضوع الجبهة الجنوبية صار من الفريق المعادي لها.

 

في حديثه الصحافي الأخير وجه رئيس المجلس اتهاما مباشرا لحزب القوات بالسعي الى الفيدرالية وإجهاض الحوار والتصدي، الأمر الذي دفع جعجع الى الرد من دون ضوابط سياسية كما كان يحصل الامر الذي يؤشر الى مرحلة جديدة في التعاطي السياسي فما يحصل بين عين التينة ومعراب اليوم أكثر من مجرد تباين ظرفي وتسجيل نقاط لأنه تخطى السقوف والتفاهمات الماضية والأمر يعتبر سابقة خصوصا ان الأمور كانت مضبوطة من منطلق العلاقة الخاصة مع عين التينة بما تمثل في رأس السلطة التشريعية وكون بري جزءا من الثنائية الشيعية فيما معروف حجم القوات وحيثيتها على الساحة المسيحية.