IMLebanon

العلاقة التي لا يقرّها منطق

يبدو أنّ المسار الذي تتخذه حركة «حماس» بات يدعو الى كثير من التساؤل قياساً الى ما تشهده الساحتان الفلسطينية والمصرية بالذات… ناهيك بالساحة الإقليمية والعلاقات بين أطرافها المتعدّدة.

فما بين «حماس» والسلطة الفلسطينية ما صنع الحدّاد كما يقول المثل السائر، ويبدو إصرار «حماس» على الاستئثار بغزة تأكيداً على أنّ المصالحات التي تعقدها مع السلطة ليست سوى ذر للرماد في العيون، فما أن يُعلن عن مصالحة هنا أو توافق هناك حتى تبادر «حماس» الى خرق، بل خروقات عديدة تعيد الأمور بين الطرفين الى نقطة الصفر مجدداً.

من هنا لا يزال التساؤل مشروعاً عن أسباب فشل تنفيذ «اتفاق مكة» الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الجانبين، والذي فرط قبل أن يجف حبره… علماً أنّه كان في قدرة المملكة أن تستخدم وسائلها العديدة وأبرزها الوسيلة المالية كي لا يفرط الاتفاق… مع الإشارة الى أنّ إيران تجيد استخدام «سلاح المال» وهو ما تمتلك منه المملكة أكثر بكثير مما تمتلك إيران!.. فهل لدى إيران أموال أضخم من تلك التي لدى المملكة؟ طبعاً الجواب معروف وهو أنّ للمملكة قدرات هائلة في هذا المضمار.

ثم على الصعيد المصري لا تزال «حماس» تقدّم سائر أنواع الدعم للإخوان ولمسلحيهم الذين يمارسون الأعمال الإرهابية ضدّ الجيش المصري وأيضاً ضدّ رجال الشرطة في سيناء لتحويلها الى الخاصرة الرخوة التي تتوجّع منها مصر… ناهيك بالإرهاب في الداخل.

فأين هي المصلحة القومية وأيضاً المصلحة الاسلامية في إضعاف مصر وتحويل اهتمامها الى هذه الناحية الأمنية بدلاً من أن تكون منصرفة الى رفد الامة بقدراتها كأكبر بلد عربي؟!.

وللمناسبة فإنّ «حماس» (والإخوان طبعاً) يزعمون أنّهم نقيض «حزب الله» ونقيض إيران… ولكن كيف تكون هذه الأطراف على هكذا نقيض ثم هي على تفاهم مكشوف على صعيدي المال والسلاح؟

إنّها أسئلة مشروعة ترسم علامات استفهام جدّية حول وضع لا يتقبّله العقل.