Site icon IMLebanon

باقي خمسة أيام للإستقلال  فهل دخل البلد مَدار التشكيل؟

حين كُشِف عن المفاوضات السرية بين الرئيس سعد الحريري والرئيس العماد ميشال عون، بواسطة رئيس تيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ورئيس مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، ساد الذهول معظم الطبقة السياسية، وقيل يومها:

مستحيل أن تكون هناك تفاهمات بين الرابية وبيت الوسط. لكن ما كان كُتِب قد كُتِب، وظهر التفاوض إلى العلن وأفضى إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

***

حين يُقال هذه الأيام أنَّ هناك تفاؤلاً بقرب ولادة الحكومة، يسود ذهولٌ لدى معظم الطبقة السياسية الفاعلة، ويُقال إنَّ الأمور لم تنضج بعد، لكن حين تولَد الحكومة، سيكتشف المذهولون أنَّ الجهود كانت جدية.

صحيح أنَّ هناك عراقيل لكن في المقابل هناك نيَّات جدية.

بدايةً، ما هي العراقيل؟

لم يعُد خافياً على أحد أنَّ موضوع الفيتو على القوات اللبنانية بأن تتولى حقيبة سيادية، لم تتم معالجته بعد، كما لم تُعالَج مسألة الحقائب الأساسية والخدماتية البديلة من الحقيبة السيادية، والفيتو بات معروفٌ مصدره، وإنْ كان الرئيس نبيه بري هو الذي يُظهِّره، فالداخلية والدفاع باعتبارهما وزارتين أمنيتين، يرفض حزب الله منح أيٍّ منهما للقوات، ووزارة الإتصالات بما فيها من شقٍّ أمني أيضاً، يرفض إعطاءها للقوات، وحتى الخارجية بما فيها من موقف لبنان الرسمي، مرفوضة للقوات أيضاً.

بهذا المعنى لا حقيبة سيادية للقوات، أما الترضية فقد تكون بحقائب دسمة خدماتية وأساسية، كالعدل والطاقة والإقتصاد، فهل ترضى القوات؟

وفي حال الرفض، كيف سيكون المخرج؟

***

جزءٌ من هذا النقاش جرى في اجتماع السبت الفائت بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلَّف في عين التينة، في هذا النقاش جرى التأكيد على حسم وزارة المالية للطائفة الشيعية ولحركة أمل تحديداً، للوزير علي حسن خليل بالتحديد، لكن ما قد يُفجّر أزمة مع الآخرين هو أنَّ لقاء عين التينة توصَّل إلى تفاهم أنَّ رئيس المجلس والرئيس المكلَّف غير معنيين بما تفاهم عليه الرئيس عون والدكتور جعجع. في هذه الحال هل يتمُّ الرد على هذا الطرح بأنَّ بعبدا ومعراب غير معنيين بتفاهم عين التينة؟

***

قد يكون هذا الأمر طُرِح في لقاء الأربعين دقيقة بين الرئيس عون والرئيس المكلَّف في بعبدا، وهو الثاني لهما بعد لقاء التكليف، لكن لم تُطرَح أيُّ مسودَّات للتشكيلة الحكومية، ما يعني أنَّ الأمور بحاجةٍ إلى نضوج وإنضاج أكبر.

***

في مطلق الأحوال، فإنَّ رئيس الجمهورية يعكف على تحضير خطاب الإستقلال وهو الثاني له بعد خطاب القَسَم، ولكن على المنصة سيكون هناك رئيسان للحكومة:

الرئيس المكلَّف ورئيس حكومة تصريف الأعمال، إلا إذا حدثت الأعجوبة وولِدت الحكومة في الأيام الخمسة المقبلة.