إن تضييق الخناق على اللبنانيين في ما يٌسمى «ترشيد» الدعم هو خطوة مقنعة، ولكنها مكشوفة باتجاه رفع نهائي للدعم! الدولة مفلسة وهي تعلن انهيارها وإفلاسها على جرعات، تجنباً لإحداث تسونامي من السكتات القلبية بين المواطنين لحظة إعلان الإفلاس. وإذا كان الدعم يمكن أن «يضاين» حتى شباط كما قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فما بعد شباط وما بعد بعد شباط… الفوضى! ولن تنفع بطاقات الذل التي ستوزع على الأزلام والمحسوبيات بعيداً عن الفقراء الذين أصبحوا… كل الشعب اللبناني! ولا هم اذا كان المبلغ المتبقي للدعم 800 مليون دولار أو 17 مليار دولار. فهو سينتهي على أي حال، في غياب تأمين مصادر جديدة ومستدامة للمال العام والخاص. ولن ينفع اللبنانيون سوى القليل من «الفريش ماني» المتأتي من العائلة والأهل في الاغتراب! والأخطر هو جهل معظم اللبنانيين أنه ليس هناك في الحقيقة أي دعم لهم!!! فحقيقة الدعم هو توزيع القليل الباقي من أموال اللبنانيين في المصارف! «شو بدو يصير ساعتها باللبنانيين؟!» ساعتها، «بتكون إجت ساعتهن»!!!
إن رفع الدعم مثلاً، ولو عن قسم من الطحين سيُطاول وجباته الأساسية كمنقوشة الزعتر أو الكعك الصباحي أو الكعك مع الشاي، من دون الكلام عن الحلوى الخاصة بأفقر الناس… كلها أمور تدفع اللبنانيين باتجاه الانتحار أو الجريمة!!! إن تضييق الخناق على الناس، ولو على جرعات هو بمثابة إعدام لهم! عندها سيستفيق اللبنانيون على سقوط الوهم الأكبر، وهو تحطم أصنام الزعماء، وعجز زعمائهم السياسيين في تأمين أي شيء لهم، لا الخبز ولا الدواء ولا البنزين … «ولا من يحزنون»! هل يجب الوصول الى هذا الواقع ليتحرك الناس؟ وهل سيتحركون عندها؟ أم سيستمرون بقبول حكم السلطة عليهم بالإعدام؟!
في ظروف طبيعية، يجب رفع الدعم عن كل شيء، علماً أن السلطات السياسية والأمنية تقوم بدعم مقصود للمنتجات المرسلة الى سوريا بحماية سلاح حزب الله (لم يعد من اللائق قول: مهربة!!!) ومع رفع الدعم يُصار الى تأمين مساعدات بديلة كتوظيف الناس. لكن في الظروف الحالية، ممنوع اللعب بمصير العائلات اللبنانية، التي سيصيب رفع الدعم فيها مقتلاً! وللأسف فإن عملية اعدام اللبنانيين ستستمر في جهنم!