IMLebanon

إستنفار سياسي واقتصادي وديبلوماسي لتجنيب لبنان تداعيات الحرب في أوكرانيا

 

 

في الوقت الذي تمضي فيه الحرب الروسية على أوكرانيا في مسارٍ تصاعدي، على الرغم من انطلاق عملية التفاوض بين الطرفين من أجل وقف إطلاق النار، لا تزال التردّدات المباشرة وغير المباشرة سياسياً واقتصادياً، تُسجّل على أكثر من ساحة ومن بينها الساحة اللبنانية، حيث أن مصادر ديبلوماسية مطلعة، لاحظت أن التطورات المتسارعة على المسرحين الأوروبي والدولي، ترخي ظلالاً ثقيلة على مجمل العناوين الداخلية، وفي مقدمها العنوان السياسي المتمثّل بالمعادلات القائمة والتوازنات التي تعرّضت لنوعٍ من الإهتزاز، برزت بنتيجتها إصطفافات جديدة من خلال المواقف والتوجهات، وصولاً إلى التغيير في الخطاب السياسي في الأيام القليلة الماضية.

 

واعتبرت هذه المصادر، أن الاساس بالنسبة للساحة اللبنانية، ولكلّ اللبنانيين عموماً على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية خصوصاً، يبقى في قراءة متأنية للتحوّل الذي طرأ على واقعهم الإقتصادي والإجتماعي، وبشكلٍ خاص على الأمن الغذائي الذي قد يبدو مهدداً، انطلاقاً من التوقعات الأميركية بحصول مجاعة في أكثر من بلد في العالم ومن بينها لبنان، والذي بات على تماس سياسي وجغرافي، مع التطورات العسكرية الدائرة في أوكرانيا. وبالتالي، فإن التأثيرات ستشمل العديد من الدول الأوروبية كما الشرق أوسطية، فيما ستبقى الساحة الأبعد جغرافياً عنها هي الساحة الأميركية في الوقت الراهن.

 

ووفق المصادر الديبلوماسية عينها، فإن الترقب يجب أن يكون العنوان اليوم على الساحة الداخلية، وكذلك الحذر من أي دعسة ناقصة أو خطوة أو حتى موقف من الحرب الدائرة في أوكرانيا، قد تأخذ طابعاً استفزازياً لفريق سياسي دون آخر، بينما من الضروري التركيز على تحصين المعادلة الداخلية على المستويين السياسي والمعيشي، إنطلاقاً من حالة استنفار غذائي بالدرجة الأولى، لتأمين مقومات الإستمرار في حال طال أمد هذه الحرب وامتدت تأثيراتها إلى خارج أوروبا.

 

مع العلم أن لبنان اتخذ منحًى آخر في مقاربة الحدث الأوكراني، رغم أوضاعه الصعبة، حيث تؤكد المصادر الديبلوماسية، أنه كان من الأجدر، أن يبادر المعنيون إلى الإمساك بالعصا من النصف، وخصوصاً ان الموقف الرسمي الأوّلي قد خلق حالةً من الاستياء في الأوساط الديبلوماسية الروسية في بيروت كما في سوريا، وإن كان الموقف العلني الروسي قد ركز على أن علاقة موسكو بلبنان، لن تتأثر بسبب بيان وزارة الخارجية الأخير الذي أثار التباساً وانقساماً محلياً قبل أن يكون ديبلوماسياً.

 

أمّا بالنسبة لما ينتظر الساحة المحلية، بعد طي صفحة البيان المذكور، فتتوقع المصادر الديبلوماسية نفسها، أن تكون الأطراف السياسية أمام تحديات عديدة تبدأ:

 

– أولاً: بإجلاء اللبنانيين في أوكرانيا، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة الاف لبناني، بينهم 900 طالب يدرسون في الجامعات الأوكرانية.

 

– ثانياً: تأمين مخزون من المواد الغذائية كالقمح والزيت، إضافةً إلى المحروقات في حال توسّعت دائرة الحرب وتداعياتها الاقتصادية .

 

– ثالثاً إستنفار ديبلوماسي لترتيب العلاقات الديبلوماسية مع عواصم القرار الغربية ، انطلاقاً من تمسّك لبنان بمبدأ النأي بالنفس واحترام سيادة الدول، من أجل تجنيب لبنان أي انعكاسات سلبية في المرحلة المقبلة وبعد انقشاع غبار هذه الحرب.