IMLebanon

جمهورية «استعادة الثقة» تُظهر تماسك لبنان في «القمّة»

استطاعت الرؤية المشتركة لمصلحة لبنان العليا، التي أنتجت توافقاً على انتخاب الرئيس ميشال عون، وتشكيل حكومة «استعادة الثقة»، أن تترجم العديد من الإنجازات السريعة، ومعالجة ملفات داخلية أبرزها خلال هذا الاسبوع إنجاز ملفين مفصليين في حياة اللبنانيين، هما إقرار الموازنة العامة بعد غياب لها على مدى 11 عاماً، و إطلاق خطة معالجة الكهرباء أول من أمس في مجلس الوزراء، وأن تترجم مردودها الايجابي خلال القمة العربية التي تزامن انعقادها مع الحرص اللبناني الداخلي، على عدم إظهار المشهد اللبناني متعثراً بل تبيان تماسك حقيقي في القمة من خلال التنسيق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، حول موقف لبنان من القضايا المطروحة، ما شجع الدول العربية على تقبّل المقاربة اللبنانية الخاصة لملفات المنطقة.

ومما لا شك فيه أن «التضامن اللبناني» أثمر في القمة العربية على أكثر من صعيد، أوّلها إستعادة صورة لبنان الموحّد والحاضر للحوار مع جميع الدول العربية و هذا ما تبيّن في لقاءات الرئيسين على هامش القمة مع العديد من رؤساء الدول والوفود، وثانيها إستعادة لبنان لمكانته الخاصة عند الدول العربية والتي برزت في الترحيب العربي بتواجده في البحر الميت، وتفهّم خصوصيته تجاه العديد من الملفات الشائكة في المنطقة، ولهذه الثمار مفاعيل إيجابية تجاه علاقة لبنان بمحيطه العربي، ونحو إستكمال مسيرة «إستعادة ثقة» اللبنانيين في الداخل والتي تنتهجها الحكومة والعهد على السواء، وتولّد إرتياحاً لدى المسؤولين والمواطنين، وهذا ما يوافق عليه عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دي فريج الذي يؤكد لـ «المستقبل» أنه «منذ زمن لم نرَ مشهد الرئيسين سوياً في القمم العربية التي تُعقد سنوياً، ونأمل من خلال هذه الصورة التي أظهرها لبنان في القمة أن تنسى الدول العربية مرحلة التشنج السابقة التي سادت بينها وبين لبنان، لأن العلاقة بيننا وبين الدول العربية هي الاوكسيجين الذي يتنفسه لبنان ومن دونه لا يمكنه الاستمرار، ومن المتوقع أن تنعكس هذه الصورة الموحدة داخلياً، من خلال التوافق على قانون للإنتخابات والعديد من الملفات الاخرى».

من جهته، يعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو لـ «المستقبل»، أن «توحيد الموقف اللبناني في القمة العربية أظهر من حيث الشكل صورة لبنان الرسالة والمواطنة والعيش المشترك، ومن حيث المضمون عكس التوافق الداخلي على العلاقة مع الدول العربية وهذا أمر مهم، خصوصاً أن موقف لبنان في القمة استند إلى خطاب القسم الذي يعبّر عن الموقف اللبناني، ولذلك نحن نعوّل على تفهّم الدول الخليجية لوضع لبنان ويهمنا الاجماع والوحدة العربية، ناهيك عن أن هذا الموقف الموحد سينعكس إيجاباً على معالجة العديد من الملفات الداخلية».

بدوره، يصف عضو تكتل «التغيير و الاصلاح» النائب فريد الخازن لـ «المستقبل»، مشاركة الرئيسين عون والحريري في القمة العربية بأنها «أمر إيجابي على كل المستويات، وأظهرت مشهداً إفتقدناه لفترة طويلة وهو مشهد الوحدة الوطنية التي نحتاج إليها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتصب في مصلحة كل الاطراف خصوصا أن القمة أظهرت تفهماً عربياً وإقليمياً دولياً لموقف لبنان، الذي لم يعد ساحة حرب لأي دولة إقليمية وأنه لا يمكن أن يترجم على أرضه التباينات العربية التي ليس هو سبباً فيها».

ويضيف: «هناك أناس مشككون ومتضررون من هذا المشهد، وعلى رأسهم الرؤساء السابقون الذين وجهوا رسالة إلى رئاسة القمة، لكن الرسالة المقابلة التي أفرزتها مشاركة الرئيسين في القمة والتي وصلت للجميع، بأن هناك تعاوناً وتفاهماً بينهما وإصراراً على أن يبقى هذا التعاون وأن يشكّل زخماً لخدمة لبنان على كل المستويات».

أما عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار فيلفت لـ «المستقبل» إلى أن «تمثيل لبنان في القمة العربية من قبل الرئيسين عون والحريري يمثّل صميم الوحدة الوطنية المطلوبة في هذه المرحلة في مواجهة التحديات والاخطار الخارجية والداخلية، وبالتالي نحن ننوّه بالمشهد الذي نعتبره مقدمة للوحدة الداخلية والالتفات إلى معالجة القضايا العامة ومواجهة التحديات الداخلية في البلد».

ويعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى لـ «المستقبل»، أن «ذهاب الرئيسين عون والحريري إلى القمة في وفد موحد أمر مطلوب، ويعطي إنطباعاً إيجابياً عن موقف الدولة اللبنانية ويعلي من شأن اللبنانيين ويعزز موقفهم امام الدول الاخرى، لأن الموقف السياسي الموحد والاتفاق على صيغة واحدة لمخاطبة الدول، يبلور موقفاً واضحاً تجاه هذه الدول ويعزز موقع لبنان على الرغم من التباينات التي قد تكون موجودة حول هذا الملف الاقليمي أو ذاك».

وكذلك، يشدد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب طوني ابو خاطر لـ «المستقبل»، على أن «وجود الرئيسين عون والحريري في القمة أمر إيجابي بالمطلق، كما أن كلمة الرئيس عون في القمة أظهرت عدم إنحياز لبنان لأي طرف، ووصفت الواقع العربي بشكل وجداني، كما أن وجود الرئيسين لا شك انه ذلل العديد من العقبات وسيساهم في تبريد السخونة التي سادت علاقة لبنان بالدول العربية، ولا شك ان هذا التنسيق سينعكس أيضاً على ملف قانون الانتخاب لأن الامور الداخلية يبدو أنها سائرة نحو الحلحلة».