المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الدول الثلاث يمكن أن يطلق عليها اليوم تسمية “مثلث الإنقاذ” عن حق، لما لها من دور إيجابي إنقاذي بين الدول العربية، وكونها تتمتّع بحيوية سياسية وإقتصادية معاً.
ولو نظرنا اليوم الى العلاقات بين مصر والإمارات والكويت والمملكة لرأينا أنّ هناك تغييراً جذرياً بالنسبة الى ما كانت عليه هذه العلاقات في أوقات سابقة… وهي علاقات باتت مستقرة وثابتة ومبنية على اتفاقات واضحة ومعلنة، وليست مرتكزة الى الأمزجة والظروف.
وفي نظرة الى الواقع العربي لا نجد ما يدعو الى الإطمئنان… على سبيل المثال الاردن شهد، كما هو معروف، تظاهرات قبل أيام جراء الوضع الاقتصادي وزيادة الضرائب والرسوم، وكاد أن يكون في وضع دقيق بالغ الخطورة، فكانت استقالة الحكومة والرجوع عن تدابير وقرارات نصح بها البنك الدولي ولم يتحمّلها الشعب.
والبحرين واقعة منذ سنوات تحت وطأة التدخل الإيراني الذي يستغل الديموغرافيا الطائفية والمذهبية ليخرّب في هذه المملكة الفتية التي تجاوزت الأزمات، ولكنها تعاني جراءها.
نعود الى مصر فهي واقعة تحت كثافة سكانية (مئة مليون) والرئيس عبدالفتاح السيسي يقوم بما لا يقدر عليه أي حاكم آخر للإنقاذ والتطوّر وتحسين الاقتصاد.
أمّا قطر، “الدولة العظمى”، فليس لها شغل سوى تخريب العالم العربي وإنفاق الأموال الطائلة على أهدافها التخريبية بدلاً من الاستثمار في مشاريع تنموية يكون لها مردود إيجابي في البلدان العربية المحتاجة.
أمّا سوريا فالإنهيارات تلو الإنهيارات جراء الحروب التي لا تنتهي بسبب النظام، وباتت تحتاج الى نحو 500 مليار دولار لإعادة الإعمار.
والعراق يحتاج الى نحو ألف مليار دولار ليعود كما كان قبل غزوه الكويت الذي استدرج لاحقاً غزوه من قِبَل الاميركي…
وليبيا في انهيار… والواقع أنها تحوّلت الى دويلات وكل منها تبيع النفط على مزاجها.
والجزائر، من أسف، الحكم في مكان والدولة في مكان… والرئيس عبد العزيز بوتفليقة يعاني من المرض، وللجزائر إمكانات أن تكون في طليعة الدول لو كان وضعها طبيعياً.
ويمكن المضي أكثر فأكثر في تعداد المزيد من البلدان العربية ومعاناتها ومشكلاتها وأزماتها التي لا تنتهي.
من هنا لا بد من القول إنّ السعودية والكويت والإمارات تمثل المثلث السليم في هذه الأمة التي لا شك في أنّ ما يصيبها في هذه المرحلة الزمنية ترتاح إليه إسرائيل وتستفيد منه وحدها، أما القضية الفلسطينية فأضحت، مع الأسف الشديد، في خبر كان… وما بقي منها، وهو النذر اليسير، تبدو إسرائيل متجهة أيضاً الى قضمه!
عوني الكعكي