Site icon IMLebanon

استقالة الرئيس الحريري وما بعدها السيناريوهات والاحتمالات 

 

استقالة رئيس الحكومة أحدثت زلزالا لأن كل المؤشرات لم تكن تشير الى هذه الخطوة.

كانت خارطة الطريق الحكومية تظهر منها هذه الخيوط… فجأة، وعلى غرار غرف العمليات العسكرية، اختفت خارطة لتحل محلها خارطة جديدة بخطوط مغايرة كليا عن خطوط الخارطة الاولى:

الرئيس سعد الحريري يقدم استقالة حكومته، خارطة طريق جديدة على الطاولة، فماذا عليها؟

 

لم يتوقف الرئيس الحريري فقط عند محاولة الاغتيال لشخصه، بل اشار الى محاولة اغتيال الوطن ككل من خلال قوله:

ان حالة الاحباط التي تسود بلادنا وحالة التشرذم والانقسامات وتغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة واستهداف الأمن الاقليمي العربي من لبنان، وتكوين عداوات ليس لنا طائل من ورائها، أمر لا يمكن اقراره أو الرضى به تحت أي ظرف، واني واثق بأن ذلك هي رغبة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته.

 

الأهم من كل ذلك، ان لبنان في قلب العاصفة وفي قلب المواجهة وان الأسابيع المقبلة ستظهر انقسامات كبيرة.

فكيف ستتطور؟

ما بعد 4 تشرين الثاني 2017 غير ما قبله، فالتسوية التي قامت في تشرين الاول 2016 وأدت الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتسمية الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، كيف سيستمر العهد في هذه الحالة، ومع انطلاق السنة الثانية من عهده؟ لا شك ان الوضع صعب، فلا امكانية لتسمية اي رئيس للحكومة في القريب العاجل، والمسألة ليست مسألة روتينية بمعنى ان يستقيل رئيس فتتم تسمية رئيس آخر… ان المسألة أبعد من ذلك بكثير، والايام المقبلة ستُظهر ما هو أبعد من الاستقالة، لكن ما يجب التنبّه له ان البلد دخل في المجهول وان المسؤولية الجماعية تستلزم تمرير هذا النفق بأقل خسائر ممكنة.

بهذا المعنى جاءت طمأنة حاكم مصرف لبنان بأن الليرة بخير، وهذا ما دفعه الى اصدار بيان في يوم العطلة، عشية بدء يوم العمل في مطلع الاسبوع، ومما جاء في البيان:

يمر لبنان بأزمة سياسية وحكومية تسببت باستفسارات حول مستقبل الليرة اللبنانية.

أود أن أؤكد على استقرار سعر صرف الليرة تجاه الدولار الأميركي.

هذا الاستقرار هو لمصلحة لبنان ويحظى بإجماع لبناني.

الإمكانيات متوفرة بفضل الهندسات والعمليات المالية الاستباقية التي أجراها مصرف لبنان، والتعاون قائم مع القطاع المصرفي بما هو لمصلحة لبنان واللبنانيين والاستقرار النقدي.

 

هذه الطمأنة النقدية، اذا وضعت في موازاة الطمأنة الأمنية والعسكرية من قيادة الجيش وسائر المؤسسات الأمنية، يكون لبنان في وضع القادر على تخطي قطوع هو الأخطر منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

حمى الله لبنان من كل القطوعات.