تتوالى الاجتماعات بين حزب الله وحلفائه، في الامس القريب كان لقاء الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تبعه لقاء مماثل بين الاول ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ما يعطي إنطباعاً بأن حزب الله يناقش مع الحلفاء سياسة جديدة عنوانها كيفية قلب الطاولة على الخصوم، من خلال أخذ لبنان نهائياً في إتجاه المحور السوري- الايراني، بحسب ما تشير مصادر سياسية في فريق 14 آذار، وتبدي مخاوفها من هذه الاجتماعات، وترى بأن القنابل السياسية التي فجرّها باسيل عصر الاحد، توحي بأن الايام المقبلة ستشهد صراعات وتناحرات داخلية خطرة، لان سهامه وصلت الى كل الافرقاء، كما إستأثر بالقرار إن من ناحية مطالبته بعودة سوريا الى الجامعة العربية، او بإعلانه الذهاب قريباً الى دمشق لحل مسألة النازحين كما قال، فيما الحقيقة هي عرض طموحه بالرئاسة لا اكثر ولا اقل. ولفتت الى ان مقولة رئيس الحكومة سعد الحريري « هذا شأنه « في ما يخص زيارة باسيل الى سوريا، تؤكد عدم وجود اي تفويض رسمي بالذهاب.
ورأت مصادر 14 آذار بأن حجة إعادة النازحين الى سوريا التي يردّدها باسيل لم تعد مقنعة ابداً، لان قرار عودتهم ليس بيد الاسد، فلماذا اعلن عن هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات؟.
للاضاءة على ما يجري في هذا الاطار، يشير عضو تكتل « لبنان القوي» النائب الان عون في حديث ل» الديار» الى ان الوضع السائد يستدعي منا الرّد والدفاع عن انفسنا، ضد من يقوم بتشويه صورة العهد، فيحاربنا من خلال منعنا والتصدّي لنا كي لا ننفذ القرارات والاجراءات المطلوبة، مع التأكيد بأن الوضع الحالي يحتاج الى معالجة جذرية وبمساعدة جميع الافرقاء.
ورداً على سؤال حول حقيقة مطالبة نصرالله لباسيل بالذهاب الى سوريا، قال عون: «ملف سوريا سبق ان تحدث عنه الرئيس ميشال عون في الامم المتحدة قبل حصول الاجتماع بين نصرالله وباسيل، وحينها دعا الى فتح الحوار معها لحل ازمة النازحين، اي لا علاقة للامين العام لحزب الله بذلك، ولم يطلب شيئاً من هذا القبيل من وزير الخارجية، والاجتماع معه هدف للتفاهم على الاصلاحات المتعلقة بالموازنة.
وحول ما إعتبرته مصادر فريق 14 آذار بان الاجتماع المذكور سعى الى اخذ لبنان نهائياً نحو المحور السوري – الايراني، علّق بالقول: «الافضل ان توجهّوا هذا السؤال الى السيّد نصرالله والوزير باسيل».
وفي اطار ما ظهر الى العلن بأن الرئيس الحريري موافق على زيارة باسيل الى دمشق، ردّ عون: «على الارجح ذلك».
وعن مدى وجود مخاوف لديهم كتيار وطني حر من الوضع الاقتصادي، اشار الى ان المخاوف موجودة بالطبع، لان الغرف السوداء تعمل بقوة، وبالتالي فأخصامنا كثر في الداخل، لكن شعبيتنا كبيرة وقدن كلن»، حتى اننا لا نستغرب وجود غرف سوداء اقليمية تعمل على «خربطة» العهد، لكننا نؤكد بأن تركيزنا قائم اليوم وبقوة على تحسين الوضع الاقتصادي في الطليعة.
وعن هوية حلفائهم في ظل هذا الكم من الخصوم، اجاب:» حلفاؤنا هما حزب الله والرئيس سعد الحريري».
وفي اطار عودة التناحر بينهم وعدد كبير من الافرقاء ابرزهم الحزب الاشتراكي الذي دعا الى إستقالة الرئيس عون عبر الوزير ابو فاعور، لفت عون الى ان اننا لن ننجر الى اي ردة فعل من هذا النوع، فنحن باقون حتى نهاية العهد، ولقد تجاوزنا الكثير من الامور والخضّات لكننا عدنا ومددنا ايادينا الى الآخرين، وإن وُجدت مآخذ علينا او لدينا مآخذ عليهم فالحوار المباشر هو السبيل الوحيد لتحقيق الافضل للبنان. وقال: «لن يستطيع احد إلغاء الاخر، فلا شيء نهائي في السياسة، وليطمئن مَن دعا رئيس الجمهورية الى الاستقالة لانه باق باق وحتى نهاية عهده، لذا لن ننجر الى حملات مغرضة، وما يفيد اليوم هو تشابك ايدينا جميعاً للخروج من هذه المرحلة الصعبة، اذ علينا تجاوز ردّات الفعل في هذه الظروف الحساسة التي يمّر بها البلد، والتعالي عن كل شيء من اجل مصلحة لبنان».