Site icon IMLebanon

الردّ على اغتيال العاروري مفتوح مكاناً وزماناً 

 

 

من غزة الى لبنان، مرورا بايران والعراق، كرة النار تكبر، والتطورات الدراماتيكية تتدحرج، حيث يحاول العدو الاسرائيلي توسيع حربه باستهداف دول محور الممانعة وعواصمه، عبر عمليات امنية وعسكرية، والتي لا تزال حتى الساعة دون رد.

 

مصادر سياسية رأت ان عملية الضاحية بينت مدى خطورة الوضع ، واستعداد “اسرائيل” للتصعيد، لانها نقلت المعركة الى عمق الداخل اللبناني، عبر تنفيذها عملية عسكرية-امنية معقدة، تطلبت جهدا استخباراتيا، وتنسيقا عاليا بين اكثر من سلاح “اسرائيلي”، اذ بينت المعطيات حتى الساعة ان الجهة المنفذة استخدمت طائرات حربية لم يسجل الرادار اللبناني وجودها في الجو، اطلقت ثلاثة صواريخ موجهة باللايزر الى الشقة المطلوبة بعدما اخترقت الجدران، بمساعدة طائرة من دون طيار رصدت الاهداف وحددتها، وبالتأكيد قامت بتصوير كامل العملية، حيث يشير خبراء امنيون الى ان هذه العملية لم تشمل تدخل اي عامل بشري ارضي خلال التنفيذ، بقدر ما اعتمدت على الذكاء الاصطناعي.

 

اما ثانيا والكلام للمصادر، فهو خرق الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك التي حكمت الفترة الماضية من المواجهات، التي استمرت صامدة منذ حرب تموز 2006. وفي هذا الاطار تتحدث المصادر ان لبنان سبق وتبلغ معلومات استخباراتية وتحذيرات من جهة غربية، تحدثت عن تخطيط “اسرائيلي” لاستهداف بنك اهداف لبناني عبر عمليات نوعية، من اغتيالات وتصفيات وخطف وتنفيذ عمليات انزال، وهو ما دفع بحزب الله الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات.

 

وثالثا، انتهاك القرار 1701 في لحظة دقيقة، حيث ينتظر صدور تقرير المراجعة الخاص بتنفيذ القرار بعد النقاشات التي حصلت في مجلس الامن، وفي ظل الرغبة  الغربية بتعديل بعض مندرجاته والتنفيذ الصارم لبنود اخرى.

 

رابعا والاهم، والكلام للمصادر، رهان المنفذين على قاعدة “الصبر الاستراتيجي”، التي امتهنها المحور للرد على العمليات التي كان يجري تنفيذها في كل مرة، والتي يستمر الرد عليها مفتوحا مكانا وزمانا لسنوات، ما سيفتح الباب على مزيد من التصفيات وعمليات الاغتيال، وهو ما تبلغه لبنان صراحة.

 

فهل دخلت المنطقة عتبة الحرب؟ وهل نجحت واشنطن في فرط الساحات لاخذها “بالمفرق”؟ الساعات المقبلة ستحدد الاجابة عن هذه الاسئلة اقله لبنانيا، رغم تأكيد المعنيين، ان الرد قد يكون عملية نوعية.