IMLebanon

عــــودة الأمـــل

بخطى ثابتة وواثقة، دخل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري السرايا الحكومية وعاد الى مكتبه هناك بعد ست سنوات من الغياب نتيجة الخلافات السياسية التي كانت قائمة آنذاك والأسباب الأمنية التي دفعته الى البقاء خارج البلد إفساحاً في المجال أمام وصول شخصيات أخرى يسميها هو الى رئاسة الحكومة بحسب الجملة التي أصر على وضعها في السابق الرئيس الشهيد رفيق الحريري على مدخل السرايا الكبيرة: «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك». هي عودة الأمل التي لطالما انتظرها اللبنانيون وخصوصاً جمهور الرئيس وتياره العابر للطوائف والمذاهب على إمتداد الوطن.

على السجاد الأحمر الذي فرش له في باحة السرايا إستقبالاً، مشى الرئيس الحريري ملكاً، ألقى نظرة على الحرس الحكومي ومن ثم سلاماً على كبار الموظفين في السرايا والإعلاميين المعتمدين فيها تارة باليد وتارة أخرى مع قبلة، ليدخل بعدها الى مكتبه ليباشر مهامه رسمياً. هي العودة التي لطالما انتظرها اللبنانيون منذ إسقاط حكومته في عام 2010، أثناء وجوده في البيت الأبيض. وخلال السنوات الست الماضية، عمل الرئيس الحريري من أجل مصلحة كل اللبنانيين، وقام جاهداً في الفترة الأخيرة بخطوات إنقاذية من أجل مصلحة البلد وعلى رأس هذه الخطوات انتخاب رئيس جديد للجمهورية العماد ميشال عون وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة يتمثل فيها جميع الأطراف، بإستثناء البعض الذي رفض المشاركة فيها لأسبابه الخاصة.

العودة الميمونة التي يأمل منها اللبنانيون عودة الثقة الى الدولة ومؤسساتها وتحقيق إنجازات لطالما انتظروها منذ أعوام، خصوصاً بعد الأوضاع الصعبة التي مرت بها البلاد نتيجة الشغور الرئاسي. عودة تعيد معها الروح والحياة الى كافة مفاصل البلد إقتصادياً وأمنياً وسياسياً، خصوصاً بعد الأوضاع السيئة التي شهدها بسبب الفراغ من جهة ومشاركة بعض الاطراف الداخلية في حروب الآخرين في الخارج والتي لم تستجلب سوى الدمار والخراب للبلد على جميع المستويات من جهة أخرى. وكما كان والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري مصدر الثقة لأهالي البلد والعرب والأجانب على حد سواء، فالرئيس الحريري اليوم لا يشكل مصدر طمأنينة وثقة بالنسبة إلى معظم اللبنانيين فحسب، بل لجميع اللبنانيين والعرب وكذلك المجتمع الدولي، وهذا ما تم لمسه خلال الحكومة السابقة التي تولاها حيث ارتفعت فيها نسب النمو الإقتصادي وانتعش فيها البلد على جميع المستويات سياحياً وإقتصادياً. وهو الوحيد القادر على إعادة العرب والأجانب الى لبنان، نظراً إلى العلاقات الوثيقة والقوية التي تربطه مع جميع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية على حد سواء.

طوال سنوات الغياب عن الحكومة، كان الرئيس الحريري حاملاً همّ لبنان واللبنانيين أولاً، متنقلاً من بلد الى آخر من أجل البلد وشعبه، تماماً كما كان يفعل والده الرئيس الشهيد الذي سعى جاهداً الى إنهاء الحرب الأهلية عبر إتفاق الطائف وسعى جاهداً في عام 1996 إلى وقف عملية «عناقيد الغضب» والمذبحة التي كان يرتكبها العدو الإسرائيلي آنذاك بحق لبنان واللبنانيين في قرى الجنوب.

وعلى الرغم من هذا كله وحملات الغدر والحروب التي شنت ضده، لم يسع الرئيس سعد الحريري أبداً وراء هذا المنصب كما فعل ويفعل غيره، لأن ما يهمه أولاً هو لبنان والمحافظة على أمنه وإستقراره وإزدهاره قبل المناصب وأي شيء آخر. وهذه العودة الى السرايا مجدداً، يعلق عليها اللبنانيون الكثير من الآمال لعودة لبنان الى سابق عهده كما أراد له الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويريد له الرئيس الحريري أيضاً، منارة للشرق والغرب وصلة وصل بينهما وملتقى الجميع من دون إستثناء.