«بلا نصر أوّل بلا نصر تاني»، أطل حسن نصرالله مساء الاثنين ليقول جملة واحدة لبيئته «نحن أطلقنا شعار لن تسبى زينب مرتين (…)» يا سيدنا (الحسين عليه السلام) لقد وفيْنا بما عاهدناك عليه»، حزب الله سيعود من سوريا كان محتاجاً لادّعاء نصر ما، وأن يُكبّر عياره ويوازيه بيوم 25 أيار 2000، وذاك أيضاً كان انسحاباً إسرائيلياً من جانب واحد لسحب الورقة اللبنانيّة من يد المفاوض السوري، هذه المرّة أخرج الاتفاق الروسي ـ الأميركي إيران وحزب الله من سوريا، عندما يعود حزب الله تكون إيران خرجت من سوريا، بعد كلّ هؤلاء القتلى والجرحى ماذا سيقول أمين عام حزب الله لعائلاتهم؟ عدنا رغم أنفنا وكلّ الذين قتلوا من أبنائكم من حمص والقصير والقلمون وحلب وكلّ المناطق التي أرسلناهم إليها في سوريا، دماؤهم فيها ذهبت سدىً، ولم نحقّق شيئاً!!
حتى كانون الثاني عام 2016 بلغ عدد قتلى حزب الله في سوريا ألفي قتيل، وتجاوز عدد الجرحى ثمانية آلاف جريح، مع ملاحظة أن حزب الله يتكتم بشدة على الأرقام الحقيقيّة ويخفيها، وأنّ الخوف كمّ أفواه جمهوره عن الصراخ في وجهه كفى، الآن حان وقت العودة، وكان الحزب محتاجاً لتخريج يحفظ له ماء الوجه أمام بيئته وجمهوره، لذا كان لا بدّ من احتفال على عجل بمن حضر من جمهوره من قرى البقاع يحضرون إلى ساحة المرجة في بعلبك لتظهير نفسه بصورة المنتصر في سوريا لا في لبنان، ولا أكثر من هذا، ليقفل ملفّ الدماء الثقيل.
الكلام الذي راج بعيد إطلالة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في 24 آب خلال المعركة، والذي للأسف حصرته طبقة سياسية وإعلاميّة بنقطة شغلت نفسها بها في أخذ وردّ عن محاولة فرضه التفاوض مع الحكومة السوريّة فوق الطاولة، فضحت حجم العقليّة السطحيّة لكثير من المتعاطين الشأن السياسي في لبنان تصيبك بالإحباط، ما هذه السطحية في تلقف جملة وبناء لغط سياسي حولها؟ لو كلّف هؤلاء خاطرهم وأصغوا جيداً أو قرأوا جيّداً لأدركوا أنّ إطلالة نصرالله كانت علماً وخبراً فقط بموضوع التفاوض حول خروج إرهابيي داعش، لو أصغوا له وهو يقول «هذا الأمر (التفاوض) لا نقوم بمنعه عن الحكومة اللبنانية، هذا الأمر متاح، لكن للاستفادة من الوقت، نحن في الجانب الآخر نفاوض طبعاً من دون تكليف من الحكومة اللبنانية، ومن دون تنسيق مع الحكومة اللبنانية، نحن نفاوض من دون تكليف حتى لا يخرج أحد ليقول من كلّفكم، ومن دون تنسيق، وكونوا مرتاحين وقولوا الذي تريدونه، نحن نفاوض لتحقيق الأهداف التي خرجت قيادة الجيش اللبناني وضباطه وجنوده لتحقيقها وخرجت قيادة الجيش السوري وضباطه وجنوده لتحقيقها وخرجت قيادة المقاومة وكوادرها ومقاوموها لتحقيقها، بمعزل عن كل هذه الشكليات التي يتوقف عندها البعض»، لو كلّفوا خاطرهم وفكّروا قليلاً أنّه يبلغهم أنه يفاوض «ومش فارقة معو الدولة»، وأنّه متأكد من استحالة مفاوضة الحكومة اللبنانيّة للنظام السوري، من المؤسف أنّ نصرالله حبس الجميع في عنق زجاجة ردّ الفعل فيما تصرّف دائماً على أنّه صاحب الفعل والقول وحده وأن لا شريك له!!
أغلب الظنّ عندنا أن السيد حسن نصرالله سيعلن غداً الخميس انسحابه منتصراً من سوريا بعدما حصر احتفال نصره الثاني بجملتين «نحن أطلقنا شعار لن تسبى زينب مرتين (…)» يا سيدنا (الحسين عليه السلام) لقد وفيْنا بما عاهدناك عليه».. وحان وقت العودة.. باي باي يا حلوين!