لم يكن حسين علاء الدين أول ضحايا جرائم الإغتيال في عين الحلوة. لكن ما حظي به ابن العشرين عاماً غير المنظم عسكرياً، لم يحظ به العشرات ممن سقطوا في المخيم ضحايا الإقتتال في عاصمة الشتات. بعد أقل من 48 ساعة من اغتياله، قُتِل الاسلامي بلال العرقوب المشتبه فيه بقتل علاء الدين وبالتورط في عدد من الاغتيالات والاشتباكات في الأعوام الخمسة الماضية؟
بعد ظهر الجمعة الفائت، أظهرت إحدى كاميرات المراقبة كيف تمكّن العرقوب، وولداه يوسف وأسامة، من قتل علاء الدين بعد مشاركته في تظاهرة إحتجاجية على خطة وزارة العمل لتنظيم العمالة الفلسطينية. كمن «العراقبة» لنجل العميد الفتحاوي جمال علاء الدين في حي الرأس الأحمر حيث يقيمون. ولدى مروره على دراجة نارية، أطلق أسامة ويوسف النار عليه، ثم تولى الأب الإجهاز على الشاب قبل أن يتواروا في معقلهم. على غرار توحد عين الحلوة ضد خطة وزارة العمل، توحد الأهالي على ضرورة محاسبة العرقوب «الذي اغتال الإنتفاضة الشعبية من أجل الحقوق الإنسانية والإجتماعية». لكن ذلك الموقف لم يوحد جميع القوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية. إثر جريمة الإغتيال، انحصر إطلاق النار في اتجاه معقل العرقوب بعائلة علاء الدين، وتحديدا والده واعمامه وعدد من أشقائه المنتمين إلى فتح، وشقيقه خالد المنتمي إلى «عصبة الأنصار» الإسلامية. إضافة إلى «التيار الإصلاحي» في فتح (جناح محمد دحلان) برئاسة العميد محمود عيسى (اللينو) الذي شارك بدافعين: الأول مؤازرة والد القتيل، زميله العميد جمال علاء الدين، والثاني لمؤازرة أهل حي بلدة صفوريه التي ينتمي إليها وعلاء الدين. العميدان اتخذا قرار اقتحام مربع العرقوب في الرأس الأحمر، في استعادة لخطوة فتح باقتحام حي الطيرة وإنهاء مربع المتشدد بلال بدر قبل عامين. لكنهما فوجئا بقدرة العرقوب على مغادرة مربعه بسلام ليل الجمعة، ولجوئه إلى حي المنشية، معقل «الحركة الإسلامية المجاهدة» برئاسة أمينها العام الشيخ جمال خطاب. ومنعاً لتكرار سيناريو التغطية على بدر، نفذت أول من أمس مجموعة نسوة من أقرباء علاء الدين، تجمعاً أمام مسجد النور طالبت خطاب بتسليم العرقوب. كما ضغطت العائلة وفعاليات صفوريه وجزء من العصبة التي ينتمي إليها شقيق القتيل من أجل الحسم. وفي ساعة متأخرة من ليل السبت، نفذت مجموعة مشتركة من العصبة وعناصر اللينو هجوماً على الشقة التي توارى فيها العرقوب وأولاده الثلاثة (أسامة ويوسف ومحمد) الذين اشتبكوا مع المهاجمين، ما أدى إلى مقتل الأب وتواري محمد داخل المخيم. فيما اعتقلت العصبة يوسف وأسامة وسلّمتهما إلى الجيش اللبناني عند حاجز الحسبة.
عشيرة علاء الدين ثأرت بقتل العرقوب وتسليم نجليه الى الجيش
مقتل العرقوب انعكس ارتياحاً في عين الحلوة الذي شهد إطلاق نار ابتهاجاً. فيما وافق آل علاء الدين على تشييع قتيلهم بعد ظهر أمس بمشاركة الآلاف. اللواء منير المقدح الذي شارك في التشييع، قال إن «مجموعة وعصابة من القتلة حاولت شق الصف الفلسطيني من خلل اغتيال المظلوم علاء الدين. واليوم المخيم حقق أهدافه من خلال اجتثاث هذه الحالة الشاذة». وبعد توقف قسري ليومين، أعلن الحراك الشعبي، عقب انتهاء مراسم التشييع، استئناف التجمعات الإحتجاجية على خطة وزارة العمل مساء امس بالقرب من مدخل الحسبة.