IMLebanon

عودة المسار الطبيعي بين المملكة والحريري  

 

كان لافتاً للإهتمام والإنتباه البيان الذي أصدرته كتلة نواب المستقبل إثر إجتماعها في بيت الوسط مساء يوم أول من أمس الثلاثاء برئاسة الرئيس سعد الحريري، وتحديداً الفقرة الداعية الى الكف عن حملات التشويه والتحريض التي تشارك فيها جهات اعلامية «محلية وعربية» وتتعرض لعلاقة تيار المستقبل بالمملكة العربية السعودية عبر بث «تقارير ومعلومات مفبركة»بغرض الإساءة للمملكة وبعض الدول العربية… الى أن تقول الكتلة في بيانها إنها تؤكد على كون «الأبواق التي تعمل على تخريب علاقة لبنان بالمملكة ودول الخليج العربي لن تحقق أهدافها مهما تنوعت أشكال التشويه والتحامل».

 

طبعاً هذا الموقف «المستقبلي» ليس جديداً، ولكنه بدا لافتاً قياساً الى الظروف الموضوعية التي صدر فيها وتركيزه على جهات إعلامية لبنانية و «عربية» بالذات، وبعد الحدث الكبير في الرابع من تشرين الأول الماضي وتداعياته التي هي أيضاً كانت كبيرة، وما تركت من جراح ليست لتندمل بسهولة.

وكي لا تتراكم التداعيات يبدو أن دولة الإمارات العربية المتحدة بادرت الى وساطة يقودها الشيخ محمد بن زايد الذي تربطه علاقات متينة بالأمير محمد بن سلمان وكذلك بالرئيس سعد الحريري، والذي يبدي حرصاً أكيداً على الرجلين إنطلاقاً من أنه لم يبدر عن رئيس الحكومة اللبناني أي موقف غير إيجابي من المملكة. أمّا كلامه، أخيراً، حول حتمية أن يتمثل حزب اللّه في الحكومة اللبنانية المرتقب تشكيلها بعد إجراء الإنتخابات النيابية العامة في لبنان في شهر أيار المقبل فهو تأكيد على المؤكد وتحصيل حاصل لمقتضيات التركيبة اللبنانية التي لا يمكن استثناء أي طيف من أطيافها وبالذات حزب اللّه الذي يشكل مع الضلع الأخرى في الثنائية الشيعية (حركة «أمل») الأكثرية الكبرى في الطيف الشيعي. وبالتالي فكلام الحريري ليس موقفاً ذا أبعاد عربية وإقليمية أو خارجية شاملة، إنما هو منطلق من المعادلة التي أوردناها أعلاه.

والمعلومات المتداولة على نطاق واسع تفيد أنّ الشيخ محمد بن زايد أوفد مسؤولاً أمنياً إماراتياً رفيعاً الى بيروت، قبل بضعة أيام، فأمضى بضع ساعات واقتصرت المهمة على لقاءين وحسب: الأول مع الرئيس سعد الحريري والثاني مع وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل أن ينطلق من بيروت الى الرياض (…) وتضيف المعلومات أنّ هذه المهمة حققت قسطاً كبيراً من أهدافها التي ستتبلور بسلسلة خطوات ستظهر تباعاً في الأيام المقبلة وقد يكون في طليعتها قيام موفد سعودي رفيع بزيارة بيروت ولقاء الرئيس الحريري.

وحول ما إذا كانت المملكة ستوجه الدعوة الى الرئيس سعد الحريري لحضور القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الرياض في شهر آذار المقبل، أفادت المعلومات إياها أنّ الدعوة توجه بروتوكولياً الى رئيس الدولة العماد ميشال عون، وسيكون الوفد المرافق شأناً لبنانياً داخلياً.