IMLebanon

عودة الروح

بعد أكثر من خمس وأربعين جلسة من التعطيل، عادت الحياة من جديد لتضج في مجلس النواب، خصوصاً قبيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية الأثنين المقبل، بعد أن وضع الرئيس سعد الحريري من خلال مبادرته الجريئة الأخيرة الملف على السكة الصحيحة تماماً مثلما وضع المعطّلين أمام مسؤولياتهم الوطنية في ملء الفراغ الرئاسي الذي أثقل كاهل الدولة منذ عامين ونصف العام. فمنذ إعلان الرئيس الحريري دعمه وتأييده ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، انطلقت ورشة تحضيرات لوجستية وأمنية وتقنية وبروتوكولية في المجلس حيث ستكون الأبصار المحلية والإقليمية والدولية شاخصة اليه والى الحدث الذي سيحصل بداخله والذي لطالما انتظره اللبنانيون منذ أكثر من سنتين.

بالأمس استكملت ورش الصيانة التي تهتم بنظافة المجلس ومحيطه عملها، تحضيراً لليوم الموعود، بدءاً من أعمال تنظيفها لجدران المجلس وشطف الدرج الذي سيدخل عبره الرئيس المنتخب الى داخل المجلس من أجل إلقاء خطاب القسم الرئاسي للعهد الجديد، وصولاً الى تقليم الأشجار المحيطة وشطف ساحة البرلمان التي ستستقبل التشريفات التي ستؤديها ثلة من حرس المجلس والحرس الجمهوري للرئيس الجديد. وبالتوازي مع الورشة الخارجية، شهد المجلس أيضاً ورشة داخلية حيث بدأت الأمانة العامة المجلس بتوجيه الدعوات الى حضور هذه الجلسة المنتظرة للبعثات الديبلوماسية والهيئات الاقتصادية والنقابية والأكاديمية ولممثلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المحلية والأجنبية الذين طُلب منهم تسجيل أسماء مراسليهم لحضور هذه الجلسة التي لن تكون كما سابقاتها حتماً.

نهار الاثنين المقبل، ستدب الحياة مجدداً في المجلس، حيث الهدوء المعتاد منذ أكثر من سنتين لن يكون له مكان، خصوصاً مع عودة النواب المقاطعين الى القاعة العامة سوياً مع زملائهم الذين كان يتواجدون دائماً في جلسات الانتخاب. ومع هذه العودة، ستعود الحياة من جديد الى كل أروقة المجلس داخلياً وخارجياً التي ستكون في حالة من الإنشغال إما إعلامياً وإما لوجستياً استعداداً لانتخاب واستقبال الرئيس الجديد.

أما في جدول النهار المنتظر بحسب البروتوكول، فمن المتوقع وبعد إعلان النتيجة، خروج الرئيس المنتخب من القاعة العامة ومغادرة المجلس لبعض الوقت ثم عودته حاملاً معه خطاب القسم للعهد الجديد، فيستقبله رئيس المجلس في الساحة وعلى السجاد الأحمر وتعزف له ثلّة من الحرس الجمهوري وحرس المجلس النشيد الوطني وتقدم له التحية، ومن ثم يعود الى القاعة العامة ليلقي خطاب القسم الرئاسي أمام جميع الحضور. بعد ذلك تختم الجلسة وينتقل رئيسا الجمهورية والمجلس الى مكتب رئيس المجلس لتقبل التهاني على أن ينتقل الرئيس لاحقاً الى القصر الرئاسي عبر الموكب الخاص بحماية الحرس الجمهوري.

الجلسة التي لطالما انتظرها اللبنانيون منذ أكثر من سنتين، يأملون منها أن تطوي صفحة الفراغ الذي أثقل كاهل الجمهورية وأنهكها على جميع المستويات اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً قرابة عامين ونصف العام، وأن يعيش البلد بعدها حياة هادئة وآمنة بعيداً عن مشاكل المحيط الإقليمي المشتعل، تماماً كما كان أثناء عهد الرئيس السابق ميشال سليمان.