Site icon IMLebanon

الحكم والثورة والدم  

 

 

منذ ثلاثة أشهر مضت كانت الثورة سلمية سلمية سلمية، شعارها إلغاء الطائفية السياسية وتوحيد العلم لأول مرة منذ تأسيس لبنان.

 

هذه الثورة التي أجمع عليها اللبنانيون، المسلم والمسيحي، الغني والفقير… ولم يستطع أحد خلال الأشهر الثلاثة أن يقول فيها كلمة سوء واحدة.

 

والإنجاز الثالث انها أسقطت الحكومة، وطالب الثوار بتشكيل حكومة تكنوقراط، ولقد دخلنا في الشهر الرابع ولا زال الحكم في كوما في عملية تأليف الحكومة، والسبب انهم يختلفون حيناً على الثلث المعطل، وحيناً على وزارات يريدها جبران باسيل، وحيناً ثالثاً كيف يجب أن تكون حكومة اللون الواحد؟

 

بالله عليكم إذا كانت الحكومة من فريق 8 آذار وهم عاجزون عن تشكيلها، فكيف تشكل الحكومات ومن المسؤول عن التأخير، وحتى على عدد الوزارات يختلفون: 18 أو 20 أو حتى 24؟

 

والحكم لا يزال في الكوما يبحث عن وزراء، ولا يزال يبحث عن المحاصصة: حصة كل فريق أو تكتل أو حزب من أفرقاء 8 آذار.

 

يا جماعة لبنان تحت دين 86 مليار دولار، وأزمته الاقتصادية غير مسبوقة في تاريخه، إقفال المصارف وما تبعه من إجراءات بتجميد أرصدة الناس، وتخصيص فقط 200 دولار في الأسبوع مهما كان ثروة وودائع صاحب العلاقة.

 

وهذا من أخطر ما يواجهه لبنان الذي يمتاز باقتصاده الحر القائم على القطاع المصرفي والسرية المصرفية… ما أوحى بثقة على المستوى العالمي؟ اليوم مَن سيودع في لبنان قرشاً واحداً؟

 

لا نعلم ما إذا كان رئيس الجمهورية قد أدرك ماذا يحصل في القطاع المصرفي وماذا ستكون انعكاساته على لبنان وسياحته؟..

 

علمنا أنّ أحد أكبر فنادق لبنان سيقفل خلال أيام… ونراقب الأسواق التجارية في الحمرا وفي سواها من الأسواق، الرئيس هو المسؤول الأول… فهل أمامنا تَرَف الوقت للاتفاق أو الاختلاف على تأليف الحكومة؟

 

هل لدينا الوقت؟..

 

من هنا نقول إنّ الثورة ستتحوّل الى دموية ويكفي مراجعة المشاهد عن المواجهات، وأرقام المصابين من قوى الأمن والذين في الشارع لندرك خطورة هذه التطورات.

 

وهذا يستدعي سؤالاً للرئيس ميشال عون: هل يريد أن يكون عهده الثاني، مثل عهده الأول، عندما عُيّـن رئيساً لحكومة إنتقالية تمهّد لانتخاب رئيس للجمهورية ولم يفعل… يومها اضطر الى الهروب من قصر بعبدا، بثياب النوم، وعلى متن دبابة، لاجئاً الى السفارة الفرنسية… فهل هذا ما يسعى إليه؟!. وهل كتب على لبنان واللبنانيين أن يدفعوا دماء وثورات كلما كان عون في الحكم؟!.

 

عوني الكعكي