الرجل المناسب في المكان المناسب
سقط هذا الشعار لأنّه غير قابل للتطبيق.
رسمياً الوزير جبران باسيل هو وزير للخارجية، يعني عندما يتحدث في مؤتمر أو يعلن أي موقف فيجب أن يكون معبراً عن الدولة التي يمثلها، من هنا نريد أن نسأل معالي الوزير عندما طالب في مؤتمر موسكو بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية: السؤال الاول: هل في رأي معاليك صدقاً أنك تمثل كل اللبنانيين أو أن أكثر من نصفهم ضد هذا الرأي؟! وبالتالي: بأي حق تمون فتطلب هذا الطلب؟
السؤال الثاني: الشعب اللبناني منقسم الى قسمين بين 8 آذار و14 آذار، فنقول إنّ نصف اللبنانيين مع ونصفهم الآخر ضد، فهل من الحكمة والصواب اتخاذ موقف لا يعبّر عن الإجماع؟
الثالث: أي سوريا تريد عودتها؟ هل سوريا التي قتل رئيسها مليون مواطن من شعبه ودمّر أكثر من نصف بلده بما في ذلك المساجد والكنائس والجامعات والمدارس والمدن والقرى بكاملها والدوائر الحكومية… وهجّر نصف الشعب السوري.
الرابع: من باب الديبلوماسية واللياقة والأخلاق، المطالبة يجب أن تكون في الجامعة العربية وليس في موسكو.
مشكلة الوزير جبران باسيل انه يخطط للوصول الى رئاسة الجمهورية، ومن أجل ذلك يعتبر أن كل ما يؤدي الى ذلك الهدف حق من حقوقه، فلا يترك مناسبة واحدة تمر إلاّ يحاول أن يقدّم أوراق اعتماده الى الحزب الإلهي ليقول لهم إنّه مستعد أن يفعل ما لا يستطيع أن يفعله أي مرشح آخر.
وتاريخ جبران بالاستفزازات والتحوّلات له بداية ولكنه من دون نهاية، كانت عقدة حياته أن يصل الى البرلمان، فتحت شعار استرجاع المسيحيين عدّل قانون الانتخابات النيابية، فأدخل البلاد في أسوأ قانون إنتخابي يمكن أن يخطر في بال أحد، وكأنّ «الطائف» بعد 100 ألف قتيل لم تكفِ جبران الذي سبق أن رسب مرتين، فعدّل القانون بما يتيح له الوصول الى النيابة.
وبالنسبة الى تشكيل الحكومات كان العماد عون قد طرح أنّ الراسب في الانتخابات لا يمكن أن يعيّـن وزيراً، ولكنه كسر هذه القاعدة إكراماً لعيون جبران ومحا به كلامه ومبادئه وأصبح عرفاً في لبنان أنه يتعذّر تشكيل حكومة إلاّ بعد الموافقة على أن يكون جبران باسيل وزيراً، هذا أولاً… ثم هو يختار الحقيبة، فإذا أراد الطاقة يأخذها، وإذا أراد وزارة الخارجية أخذها وهي التي تاريخه حافل بالإنجازات، وكأن هذه الوزارة لم يمر بها حميد فرنجية وفيليب تقلا وخليل ابو حمد وجان عبيد وسواهم من كبار الشخصيات اللبنانية…
فبالله عليكم لو نظرنا بشكل مجرّد الى صورة باسيل الأخيرة مع وزيري خارجيتي اليونان وقبرص، ماذا تقولون؟!.
أخيراً، هل كتب على لبنان واللبنانيين، بالرغم من وجود طاقات هائلة من خيرة الرجالات الذين أثبتوا قدرات وكفاءات في الداخل والخارج ووصلوا الى الرئاسة في غير بلد من بلدان العالم، ووصل بعضهم الى قمة لائحة الاثرياء في العالم (كارلوس سليم) الخ… أجل، هل كتب على لبنان ألاّ يكون لجبران باسيل أي بديل يتولى حقيبة الخارجية؟!.