Site icon IMLebanon

الرجل المناسب في المكان المناسب

 

يوماً بعد يوم يثبت حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة أنه أكثر من ضرورة للاقتصاد اللبناني والأهم لاستقرار الليرة، ورغم الأزمات والحروب الداخلية والخارجية وكل ما أحاط بلبنان منذ توليه حاكمية مصرف لبنان، استطاع هذا الرجل المميز أن يقف متصدّياً لها، واستحق بجدارة أنه ضمانة للعملة الوطنية وحارسها الأمين.

 

إلى ذلك، أمس، كنت والزملاء في مجلس نقابة الصحافة في زيارة تهنئة لرئيس جمعية المصارف د. سليم صفير، وقد أعجبتني ردوده السريعة والحاسمة من دون تردد، وربما كان أكثر ثورية في رؤيته الى الأمور، ولكنه أيضاً أكثر واقعية، وقد جزم بأنّ لا أزمة دولار طالما أنّ المصارف مليئة والاحتياطي محترم، فليس عندنا مشكلة دولار، إنما هناك مشكلة اسمها عدم الثقة، وأطلب من وسائط الإعلام كافة أن تساعد على طمأنة السوق بدلاً من إشاعة الأخبار غير الدقيقة التي من شأنها بلبلة السوق، وهذه البلبلة تخلق عند الناس جواً من الخوف، وهنا لا بد من الإشارة أنه صار لدينا الكثير من «الدكاترة» و»الاختصاصيين» الذين ينتقلون من منبر اعلامي  الى آخر ويعطون آراءهم!

 

وقال صفير: المشكلة الكبرى هي الكهرباء فنحو نصف العجز يأتي من الكهرباء.

 

ومضى يقول: لنتحدث بالأرقام العجز 6.8 مليار، والكهرباء وحدها ملياران ونصف مليار، هناك طريقتان للحل:

 

أ- إما أن تتنحى الدولة وتتركه للقطاع الخاص.

 

ب- أو الخصخصة المباشرة.

 

وتحدث عن مشكلة الـA.T.M فقال إنّ السبب أزمة ثقة، كانت تبقى الصناديق مليئة من يوم الى يوم، الآن باتت تفرغ مبكراً، والناس تسحب أموالها وتخبئها في بيوتها.

 

وحول إجراءات حاكم مصرف لبنان قال: لا شيء انها جيدة ولكنها غير كافية والمسألة بحاجة الى عملية جراحية.

 

وأضاف: المواطن اللبناني آدمي، منذ 50 سنة حروباً وهو يلتزم تسديد ما عليه من مستحقات.

 

نريد موازنة الـ2020 أن تأتي بأعجوبة، وهذا ما نقلته الى الرئيسين عون والحريري.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

هناك ثلاث قضايا بحاجة الى حلول جذرية في الموازنة:

 

1- الكهرباء.

 

2- الضرائب والرسوم.

 

3- عدد العاملين في القطاع العام.

 

وهذه القضايا الثلاث بحاجة الى ترشيد.

 

وسُئل عن كيفية تحسين مداخيل الدولة؟ فقال: مثال واحد فقط لا غير: نحن نستهلك 500 مليون علبة سجاير سنوياً، فلماذا لا تفرض ضريبة 5 دولارات على كل علبة كما في معظم بلدان العالم، أوستراليا مثلاً: أفضل هدية تأخذها معك هي «كروس» الدخان.

 

ودعا الى بطل جريء يأخذ هكذا إجراءات، أصبحنا في حاجة ماسة إليها.

 

وخلاصة القول: ان التوافق الزمني بوجود رياض سلامة حاكماً للمصرف المركزي وسليم صفير رئيساً لجمعية المصارف، هي فرصة طيبة للبنان خصوصاً في الظروف الصعبة التي يجتازها هذا الوطن.

 

عوني الكعكي