فيما تستعد دول مجلس التعاون الخليجي لاستدعاء سفرائها من لبنان وايران على خلفية الحملات التي تنتقدها من حزب الله في لبنان والحرس الثوري الايراني، لم يعرف رد الفعل في بيروت على حملات حزب الله على دول الخليج، في الوقت الذي تنشط الخارجية اللبنانية لتجنب مثل هكذا انزلاق لا سابق له، بعد طول تلويح خليجي بانه لا يعقل ان تستمر حملات حزب الله من دون رد فعل من جانب الحكومة السلامية التي تقف عاجزة عن افهام حزب الله محاذير حملاته، ان بالنسبة الى العلاقات الديبلوماسية او بالنسبة لما له علاقة بوجود اكثر من مئة الف لبناني في دول الخليج وتأثير الحملات عليهم، في حال تم قطع العلاقات، وهذا غير مستبعد طالما ان الحزب مستمر في تحامله الظالم على سلطات مجلس التعاون الخليجي، لارتباطها بالعلاقة النافرة بين ايران ودول الخليج!
ويقال في هذا المجال ان من الصعب على الحكومة ان تؤثر على موقف حزب الله، لكن ذلك لا يمنع من الحد من الحملات المشار اليها، الا في حال كانت الغاية توتير العلاقات لما فيه مصلحة ايران، فضلا عن ان لا مصلحة للبنان في حملات حزب الله، الى حد القول ان دول مجلس التعاون الخليجي تعرف تماما عدم قدرة السلطة في لبنان على التأثير في حملات الحزب سلبا!
وثمة من يتصور ان بعض اللبنانيين الذين ينتقدون ايران، اعلاميا وسياسيا، لم تتخذ الدولة موقفا منهم، ما يحول دون السلطة واتخاذ موقف من حزب الله ردا على حملاته، خصوصا على المملكة العربية السعودية على خلفية الحرب في اليمن، فيما لا يلاحظ اي موقف لاصلاح هذا التصرف في العلاقات بين بيروت وطهران، وهذا مفهوم من جانب دول مجلس التعاون الخليجي التي تقدر ظروف لبنان في هذا الوقت العصيب، طالما ان حكومته محكومة بتصرفات غير واقعية بقدر ما هي مضرة بالمصلحة العامة!
ومن الان الى حين معرفة الخطوات التالية من جانب مجلس التعاون الخليجي بالنسبة الى استدعاء سفرائه من لبنان، يقال في اوساط ديبلوماسية ان المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون تعرف عدم تأثير الحكومة اللبنانية في مجال ضبط اداء حزب الله، اضافة الى الخشية من ان تتطور الامور باتجاه الاسوأ في حال كان موقف للحكومة ضد حزب الله المشارك في السلطة والقادر على فرض تأثيره على جلسات مجلس الوزراء!
المهم في نظر البعض ان لا تتطور تصرفات حزب الله سلبا على العلاقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي بحسب ما توصي اليه معلومات ديبلوماسية سبق ان نصحت بالسعي الى لجم حملات حزب الله كي لا تتطور الامور الى ما هو اسوأ من سحب السفراء من لبنان، وهذا محسوب على وزارة الخارجية اللبنانية المطالبة بالتحرك على الموجة الايرانية، حيث لا يعقل ان تتجاهل ايران تصرفات حزب الله الى درجة تسمح بالحاق الاذى بمصالح لبنان!
ومن بين الذين يعرفون نتائج قطع العلاقات الديبلوماسية هناك جهات اجنبية تنصح الحكومة اللبنانية بالتحرك السريع لمواجهة محاذير مثل هكذا خطر غير مستبعد، طالما ان الامور لم تتطور الى الاسوأ حتى الان، لان مجالات معالجة المشكلة التي تعتبر مشكلة كبيرة في حال ترجمتها دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما انه لن تبقى قيد الاعلام، بحسب مؤثرات سياسية واضحة تدل على مخاطر هذا الموضوع الذي لا يقاس بمجرد قطع العلاقة، في حال تم ترحيل اللبنانيين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، اضافة الى وجود استعداد مصري لان يستعيض الخليج عن اللبنانيين برعايا من دول اخرى ابرزها مصر التي تتمتع بقدرات علمية لان يحل رعاياها محل اللبنانيين الذين سيعانون من خطر الابعاد في وقت لا يتجاوز الاسابيع القليلة قبل ان تتطور الامور باتجاه الاسوأ؟!
ومن جهة ثانية، صدرت انتقادات لبنانية مستنكرة احتلال السفارة الاماراتية في صنعاء من جانب الحوثيين واللافت ان الحكومة اللبنانية لم تستنكر بقدر ما صدر الاستنكار من جانب سياسيين ربما لان الحكومة محكومة بتصرفات اين منها السلطة التي من الواجب ان تتخذ مواقف قبل ان تتطور الامور ربما بالنسبة الى امكان احتلال السفارة اللبنانية في اليمن، اضافة الى ان سفارات عربية واجنبية في اليمن تخشى من ان يصل الاحتلال الى سفاراتها، مع العلم ان الاسوأ يبدو واردا في ظل الفلتان الذي تعاني منه اليمن؟!