اذا كانت بعض الاطراف السياسية تخشى ان يتم تسييل «اعلان الرياض» الذي صدر عن القمة العربية الاسلامية الاميركية ضغوطاً على لبنان من خلال مطالبة واشنطن والرياض بنزع سلاح «حزب الله»، فان بعض زوار العاصمة الاميركية متفائلون على خلفية ان الاستقرار في لبنان حاجة اميركية بامتياز وان واشنطن تفصل تماماً بين لبنان الدولة والسلطات وبين «حزب الله» المدرج على جدولي الارهاب الاميركي والسعودي والدليل على ذلك عدم ذكر لبنان او «حزب الله» في «اعلان الرياض» الذي اثار وزير الخارجية جبران باسيل الذي اعلن ان الوفد اللبناني «لم يكن يعلم ان بيانا سيصدر عن القمة» ما استدعى سخرية من قبل النائب سليمان فرنجية الذي غرّد معلقاً على ذلك بالقول «شاهد ما شاف شي حاجة»، وكذلك القيادية في «تيار المردة» فيرا يمين عبر حسابها على «تويتر» التي علقت بالقول: اذ كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة اعظم» وارفقت التغريدة بها شتاغ «لم نكن على علم» وفق الاوساط المواكبة للمجريات.
واذا كان اعلان باسيل يصب في خانة محاولة التنصل من قمة الرياض لاسباب انتخابية وفق خصومه، فكان الاجدى به عدم المشاركة في الوفد الذي رافق رئيس الحكومة سعد الحريري لحضور قمة الرياض كونها كانت واضحة المعالم والنيات وهدفها الاول والاخير الوقوف في وجه ايران والقوى المسلحة التي تدور في فلكها وفي طليعتها «حزب الله» ارضاء لاسرائيل، وان استبعاد السعودية توجيه الدعوة للرئيس العماد ميشال عون ردا على كلامه ومواقفه الداعمة للمقاومة كما هو معروف، وانه كان على باسيل التزام فضيلة الصمت لعدم اثارة الحساسيات في مرحلة هي الاكثر استثنائية بتاريخ البلد الصغير المحاط بالحرائق السورية، اضافة الى ان «اعلان الرياض» لن يقدم ولن يؤخر في مسألة المجريات المحلية المرتبطة عضوياً بمجريات الميدان السوري.
وتضيف الاوساط ان الاسباب التي ادت الى مسارعة الحريري لتبني «اعلان الرياض» فيأتي من زاوية عدم الوقوف في وجه التضامن العربي وان رئىس وزراء العراق حيدر العبادي المعني اكثر من لبنان بالقمة كون العراق يخوض حربا ضد «داعش» وشارف على تحرير الموصل لم يعلق بكلمة على ما صدر عن القمة اضافة الى ان الكلمة التي اعدها الحريري ليلقيها في القمة والغيت لضيق الوقت مع الغاء كلمات 45 رئىس دولة فمعروفة المضمون الذي جمع بين خطاب القسم والبيان الوزاري وان موقف باسيل يندرج في خانة لزوم ما لا يلزم.
وتشير الاوساط الى ان تداعيات «اعلان الرياض» على الساحة المحلية لا تثير القلق من ردود فعل عليه لا سيما وان اطراف النزاع على رقعة الشطرنج الداخلية محكومون بالتوافق ولو بالحد الادنى فالحريري يسعى بكافة الوسائل للتهدئة وهمه الاول والاخير في المرحلة الراهنة استعادة وما خسره التيار الازرق من قواعد شعبية لصالح التطرف الاسلامي سواء في صيدا ام طرابلس وعكار ولكن يبقى السؤال عما اذا كان «اعلان الرياض» سيطيح بطاولة الحوار بينه وبين «حزب الله» هذه الطاولة التي اجترحها رئىس مجلس النواب نبيه بري والتي نجحت في «ضبضبة» الخلاف بين الطرفين وحصره في الغرف المغلقة.
وتقول الاوساط ان «اعلان الرياض» لن يؤثر قطعيا على المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني الذي نجح وتفرّد عن غيره من الجيوش بتقليم مخالب التكفيريين «من النصرة» و«داعش» في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع حيث ستقدم واشنطن وفق التسريبات بتسليم طائرات «سوبر توكانو» ذات الفاعلية العسكرية العالية في الحرب على الارهاب كما انها ستزوده بدبابات اميركية من طراز برادلي وهذا النوع لم تعطه واشنطن سوى للسعودية، اضافة الى ان الاخبار الواردة من واشنطن عن جولة الوفد النيابي اثر الكلام عن قانون عقوبات جديد سيطال لبنان مطمئنة جدا حيث اكد الوفد الذي ترأسه النائب محمد قباني ويضم النائب ياسين جابر وعلي حمدان مستشار بري وسفير لبنان في واشنطن ان لا وجود لاي اقتراح قانون في مجلس النواب او في الكونغرس الاميركي لوضع عقوبات على لبنان.