في بيروت ترقب وانتظار، سياسيا، لما سيتمخض عن اجتماع المملكة بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار نزار العلولا،التي سيبنى عليها موعد انعقاد اللجنة الخماسية في بيروت على مستوى السفراء،على أن يتقرر بعدها ما إذا كان لودريان سيزور بيروت، ام لا، امنيا، لما ستفضي اليه الاتصالات الدولية والمفاوضات حول وقف النار في قطاع غزة، باعتبار ان نتائجها ستنعكس على جبهة لبنان مباشرة، وقضائيا، لما ستؤول اليه جلسة استجواب الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، والمرسوم حول توقيفه علامات استفهام واسعة في الشكل والتوقيت والمضمون.
مصادر دبلوماسية كشفت ان الولايات المتحدة الاميركية تسعى لمساعدة اسرائيل على تحقيق “انجاز ما”، يمكن وضعه في خانة الانتصار، سياسيا، بعدما انجزت كل ما يمكن انجازه عسكريا، من هنا باتت مسالة التوصل الى وقف للعمليات العسكرية، لا الامنية،امر غير مستبعد، خصوصا ان البنتاغون كشف عن القطبة المخفية، حين صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية، ان الاخيرة تعمل على تشكيل قوة حفظ سلام في اطار التسوية التي يعمل عليها البيت الابيض، ما سيعني عمليا سحب ملف غزة بالكامل، سياسيا، عسكريا وشعبيا من يد حماس، وبالتالي المحور.
ويتابع المصدر ان واشنطن تسعى في خطوة لاحقة الى ترتيب البيت السياسي الفلسطيني الداخلي، واستعجال انجاز انتخابات تشريعية،في ظل تراجع شعبية حماس بنسبة كبيرة، حيث يبلغ التاييد الشعبي الحالي لها في القطاع في حدود ال 20% وفقا لتقديرات الاستخبارات الغربية، ما يعني خسارتها لاي انتخابات تشريعية.
هذا التطور سيضع الساحة اللبنانية امام خيارين مرين، قد يتقاطعا عند مسالة انسحاب حزب الله الى ما بعد شمال الليطاني، وفق اتفاق وضمانات وترتيبات محددة، مدار بحث بين الجانبين الاميركي والاسرائيلي، قبل عرضها على الجانب اللبناني، في اطار صفقة ترسيم بري، قد تجعل من ربط النزاع على الحدود الجنوبية ممكنا برا كما حصل بحرا.
من هنا، والكلام للمصادر، ثمة سباق بين خطين:
الاول تقوده ايران، ويسعى الى تقديم ورقة حسن نية عبر لبنان، من خلال تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي تمرير “باس” لادارة بايدن، يمكن استثماره في حملة كامالا هاريس الرئاسية.
وفي هذا الاطار ينقل مطلعون على اجواء لقاءات لودريان في الرياض، ايجابية محفوفة بالحذر، نتيجة “اعادة تموضع بعض القوى السياسية اللبنانية”، وبالتالي اعادة تفعيل محركات خماسية باريس منتصف ايلول، بناء على تلك المعطيات.
الثاني، يقوده رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو بالتحالف مع الجمهوريين، حيث تشير المعطيات الخارجية، في هذا الاطار، الى ان تل ابيب، وفقا لهذا السيناريو ستسير في اتجاهين متوازيين، الاول دبلوماسي، لاعادة ترميم صورتها في العالم التي تاثرت نتيجة الحرب على غزة، والثاني، عسكري على جبهتي سوريا ولبنان، من خلال ضربات جوية تستهدف قيادات حزب الله وتعطل قدراته الهجومية، والاهم اعتراض الامدادات اللوجستية للحزب، وهي عمليات لن تتسبب باندلاع حرب اقليمية، او تؤدي الى انهيار دراماتيكي في الاقليم، “فالخيارات الاستراتيجية التي ستتخذها اسرائيل في الاشهر القليلة المقبلة ستشكل اهمية بالغة لافاقها على المدى الطويل، ولتجنب حرب اقليمية ذات عواقب عالمية محفوفة بالمخاطر”.