IMLebanon

قمّة الرياض قمّة إيرانية!!!  

 

 

صحيح أنّ قمّة عربية ستعقد اليوم في الرياض، في حين تعقد قمّة إسلامية ثانية في وقت لاحق،  وقبل الدخول في الموضوع لا بدّ أن أسجّل أمراً خطيراً حدث أمس… إذ بينما العالم كله يتابع من على شاشات التلفزة، المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزّة والضفة الغربية، وفي الوقت الذي يشتد فيه القصف المدفعي الذي لم يهدأ على جنوب لبنان… في هذا الوقت بالذات فوجئنا بأنّ محطتي الـL.B.C والـM.T.V بثتا إعلاناً عن «موسم الرياض»، ولم تكتفِ المحطتان بذلك بل عمدتا الى نقل الحفلات الفنّية التي تقام في مدينة الرياض.

 

قيل قديماً: «يللي استحوا ماتوا»..

 

هذا لا يكفي إذ لا يمكن أن يكون هناك مسلم واحد أو مواطن عربي واحد، يمكن أن يصدّق ما يحدث في الرياض.

 

هنا، لا بدّ من القول: إنّنا لا نصدّق أنّ الملك سلمان بن عبد العزيز يمكن أن يقبل بهذه التصرفات الشاذة…

 

يا جماعة… يا عالم… أولاد غزّة وأهل غزّة… يتعرّضون لحرب إبادة… والمملكة تطبّل وتزمّر!!! فهل هذا معقول؟!.

 

من جهة ثانية، لماذا لم يؤجّل هذا المهرجان؟ وما هي الأسباب الملحّة لهذه الأفراح والليالي الملاح؟ وهل فقد المسؤولون السعوديون إحساسهم الوطني والاسلامي؟

 

من ناحية أخرى، كما ذكرت في بداية مقالي عن القمة العربية، التي دعت إليها السعودية بعد 35 يوماً من اغتيال فلسطين وتهجير أهلها.

 

يا جماعة الخير… 35 يوماً كي تتجرأ السعودية وتدعو لعقد قمة من أجل المذابح في غزّة… والله أكاد لا أصدّق. يا جماعة… هل يُعقل أنّ القمة العربية لا يوجد فيها إلاّ 3 دول هي: جمهورية مصر العربية ودولة الكويت وقطر فقط، والباقي ليس لديه أي تأثير، لا من قريب ولا من بعيد على أي دولة في العالم… وبالأخص على أميركا ولا حتى على إسرائيل.

 

بالفعل أسأل الذين سيجلسون في القمة، ماذا سيفعلون غير بيان استنكار لما حدث، وتمنيات والبكاء على الاطلال، وأنّ إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاقات دولية أو قرارات دولية؟

 

في الحقيقة، عندما قال مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي: إننا نسيطر على 4 دول عربية… ويبدو انه نسي الدولة الخامسة التي هي فلسطين أي غزّة…

 

صحيح ان الملك عبدالله الثاني حذّر من الهلال الشيعي، لكن السؤال: ماذا فعلت الدول العربية لمنع قيام هذا الهلال؟ طبعاً لا شيء. والسؤال الآن: هل ننتظر عودة صدّام حسين كي يحارب الفرس؟..

 

كذلك هناك سؤال آخر للمشاركين في القمة: هل توجد دولة في العالم تستطيع أن تحل المشكلة في غزّة غير إيران؟..

 

يا جماعة الخير… إيران صاحبة مشروع… ومشروعها نجح نجاحاً باهراً… انظروا كيف دُمّر العراق واستولت عليه… انظروا كيف دُمّر اليمن واستولت عليه أيضاً… وصار يهدّد المملكة العربية السعودية. وأذكّركم أيضاً بأنّ مدينة الرياض راعية احتفالات الرقص والغناء والحفلات الخاصة هي تحت رحمة الصواريخ الايرانية الموجودة في اليمن… وبالفعل أكثر من مرّة تعرّضت الرياض لصواريخ الحوثيين أكثر من مرّة، ولم يكتفِ الحوثيون بذلك بل أطلقوا صواريخهم على مدينة الظهران، وتحديداً على «أرامكو» يعني على قلب المملكة السعودية.

 

اما الحرب التي قامت بها السعودية على اليمن، وصرفت مئات المليارات من الدولارات عليها لمدة 8 سنوات، فلم تصل الى أي نتيجة بل اضطرت أن توسّط «عمان» والصين كي تبرما اتفاقاً لوقف الحرب.

 

انطلاقاً مما ذكرت، فإنّ أهم ما في قمتي الرياض هي أنّ وجود إيران الحاضرة الوحيدة القادرة على محاربة إسرائيل فعلياً وليس خطابياً.