Site icon IMLebanon

من كان يعرف باتفاق الرياض – طهران؟  

 

على وقع الاتفاق السعودي- الايراني على استئناف العلاقات، يسير المشهد اللبناني ترقبا لانعكاساته، التي حتى الساعة جاءت سلبية، اذ ان سعر صرف الدولار “الطاير” لاسباب سياسية في الفترة الاخيرة لم يسجل اي انخفاض، بل على العكس واصل رحلته نحو تسجيل مزيد من الارقام القياسية، في مؤشر سياسي سلبي.

 

في المقابل، وفيما كانت الانظار في بيروت شاخصة الى الشاشات لمتابعة المفاجأة الصينية، اطل من عبر محطة “الشرق” التلفزيونية السعودية، احد اطراف الاتفاق، مرشح المقاومة والممانعة سليمان فرنجية، في صدفة مدبرة شكلا ومضمونا، حضرت لجولة السفير البخاري في بيروت من عين التينة التي زارها والى معراب التي سيزورها، وفي جيبه كمّ من التقاؤل ، يبدو جليا على وجهه هذه الايام اينما حل.

 

في كل الاحوال ، وبعيدا عن النقاش حول تداعيات ما حصل على الساحة اللبنانية، انشغلت الاوساط الديبلوماسية والسياسية خلال عطلة “الويك اند” في التفتيش والتمحيص حول الجهات التي كانت على علم بالاتفاق او تملك معلومات حوله، علها تحدد بذلك مسار ومصير الامور، وفي مقدمتها معركة انتخابات رئاسة الجمهورية.

 

في مراجعة للارشيف يتبين ان رئيس مجلس النواب كان اول من كشف عنه خلال احتفال افتتاح السفارة الإيرانية في بيروت قبل شهر بالتمام والكمال، عندما تحدث عن بارقة أمل ليست ببعيدة للاحتفال، بعودة العلاقات الى سياقها الطبيعي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و محيطها العربي والإسلامي وخاصة مع المملكة العربية السعودية، وهو الذي لطالما نادى بأهمية هذه العلاقات وضرورة تطبيعها وتطويرها بما يحفظ لكل دولة أمنها واستقلالها وسيادتها وخصوصيتها ومصالحها المشتركة. اذ وفقا لمصادر سياسية فان مسؤولا سعوديا رفيعا كان زار عين التينة منذ مدة لساعات ، ووضع” الاستيذ” في جو سعودي-ايراني ايجابي، قبل ان تصل رسالة ثانية الى مقر الرئاسة الثانية عبر قناة اخرى لا يختلف مضمونها عن الاولى، وهو ما دفع بعدها بري الى اعلان ترشيح سليمان بيك.

 

وتتابع المصادر بانه صباح الخميس تلقى احد المقرات الحزبية اتصالا من ديبلوماسي عربي رفيع، يبلغ فيه المعنيين بان الساعات المقبلة ستشهد الاعلان عن اتفاق قد يفاجئ الجميع، مشددا على انه لن يكون على حساب جهة طائفية معينة، متمنيا التعامل بواقعية مع الامر وعدم التصرف بانفعال ، في انتظار ما ستكون عليه الامور، وهو ما حصل فعلا.

 

واشارت المصادر الى ان ردات الفعل اللبنانية على الاتفاق تبدو غريبة، موحية بان الاطراف التي تحسب على الرياض تذهب باتجاه التقليل من مفاعيل ما حصل على الساحة الداخلية، في مقابل تعامل ايجابي اكبر من قبل فريق الثامن من آذار، الذي يبين تحليل مواقف المنتمين اليها، ان ما اعلنته بكين لا يمكن الا ان يثمر ايجابيا في بيروت. فهل يعني ذلك ان فريق الممانعة بات يملك قوة اقليمية ودولية اضافية لفرض مرشحه ، بعدما فقد الطرف “السيادي” دعمه الخارجي؟ ام ان الحذر الاميركي سيؤمن الغطاء الكافي لمعادلة التغيير الذي حصل في موازين القوى؟