IMLebanon

طريق دمشق

لم تبقَ سوى مدينة درعا حائلاً ميدانياً وحيداً بين المعارضة المسلحة والوصول إلى دمشق من جهة الجنوب.. وبسيناريو لا يقلّل من وطأته المدمّرة على السلطة الأسدية، «الانتصارات» التلالية التي يحقّقها «حزب الله» في القلمون وجوارها في الجرود الشمالية للبقاع اللبناني!

والضربة التي تلقتها بقايا سلطة بشار الأسد بسقوط اللواء 52، الذي يقال إنه ثاني أهم لواء في كل الجيش السوري، ولا يفوقه أهمية سوى ألوية «الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد وتعتبر العمود الفقري للجسم السلطوي من أوله إلى آخره.. هذه الضربة تسدل، على ما يقول العارفون، الستار الأخير على محاولات جرّ طائفة الموحدين الدروز الى التورط في الحرب دفاعاً عن بشار وسلطته، من جهة، وتُتمم «الانطباع» الذي ولّدته معركتا إدلب وجسر الشغور، من أن مرحلة الانكسار الأخير للسلطة بدأت فعلياً وميدانياً.

«المعطى الدرزي» في سقوط ذلك اللواء، لا ينفصل عن المعطى العام القائل بأن الجنوب السوري على خطى الشمال لجهة اندحار السلطة وتراجعها الى مربعها الأخير في مناطق الساحل.. لكن سقوط درعا وحده الذي يفتح الطريق إلى دمشق، وهذه على ما يبدو تترنّح، خصوصاً بعد قتل رستم غزالي، والحملة التي تلت ذلك واستهدفت عصبته العائلية والمناطقية من قبل سلطة بشار.. أي أنها تترنّح من داخلها بقدر ترنّحها نتيجة المواجهات المستمرة مع المعارضة على مدى السنوات الأربع الماضية!

ودرعا أعلنت انطلاق الثورة. ومنها على ما يبدو، ستُعلن بدايات المرحلة الأخيرة من عمر السلطة الأسدية.. كأنها الرمز الأبرز لهذه الثورة وكأن حمزة الخطيب أيقونتها المقدسة، وسقوطها يحمل دلالة حاسمة على سقوط آخر رهانات المحور الإيراني الأسدي على تشويه التضحيات الأسطورية للسوريين من خلال دمغهم بوباء «داعش»، أو من خلال الادعاء بأنه (المحور) حامي حمى الأقليات في المنطقة: بضاعة «داعش» لا تباع ولا تُشرى في كل الجنوب السوري. ومسعى الأسد (الأخير) لتجنيد 7 آلاف مسلّح من الموحدين في السويداء وجبل العرب، اصطدم بإرادة أهل المنطقة وبوعيهم الدقيق لعبث هدر نقطة دم واحدة إضافية دفاعاً عن السلطة، خصوصاً وأنه سقط من أبنائها بالفعل، ما يقارب الـ3500 مجند؟! وتعرضت في الآونة الأخيرة خصوصاً لحملة تهويل مخزية تحت لافتة: الأسد أو «داعش».